منوعات

يوميات مغترب

مستشار العلاقات بالجريدة

سعيد عبد العزيز

مذكرات مصري يحملها في صدره
عندما حطت طائرته ارض ايطاليا كان مرعوبا تاركا خلفه من الاحزان ما يكفي
وكيف لا وهو تاركا أهل ووطن وأحبة وعشق جميل
وقف مبهورا ينظر الي أركان المطار و قف كأبلة لا يفهم شيئا إلا أنه بعيد عن الدار
إقترب من عربي يسأله العنوان فشوح له بيده وكأنه يطلب إحسان
إلتقطه إيطاليا أدرك أنه يجهل الحديث بلغة اهل البلاد واخذ علي عاتقه ان يوصله الي بر الأمان
طوال الطريق لم ينظر الي أين ذاهب بقدر فكره عن المال البسيط وفتات الخبز الذي يحمله ويكفيه أيام معدودات
كان في حلم جميل خاف أن ينقلب الي كابوس ثقيل
كان في عقله أمل و رجاء أمل العمل الشريف و رجاء ان لا يعود خائب الرجاء
وصل الي عنوانه وليته ما وصل اليه فالفرقاء لم يفتحوا له الباب
وجلس وحيدا في حديقة وقد انهكه السفر واليوم الطويل وأخرج من حقيبته قطع الخبز وقطعة الجبن وقال بسم الله
وأمام كل الناس ما بين مشفق وبين إستغراب قضي ليلته في العراء
خشي ان ينفق ماله البسيط في فندق حتي لايهدره و هو لا يعلم ما تخبئه له الاقدار
ونام نوما عميقا يفتح عينا ويغلق الأخري
هذه قصة لمصري كان سببا في تهذيب نفسي من الأنانية الي إيثار الآخرين
خرج عليه الصباح وهو لايعلم من قام بتغطيته من برودة الجو في تلك الحديقة المترامية الاطراف
أول ماخطر له الصلاة فقام وتوضأ من تلك العيون المائية العذبة وحماماتها المنتشرة في الحدائق
فجاء له الخاطر أن يقوم بنفسه للبحث عن عمل دون دراية أين يذهب و لما لا والدنيا كلها تفتح له الأبواب هكذا توهم ونسي أنه لا يجيد اللغة بل تعليمه كان كتبا بلا روح أو معني
بعد عناء يوم من اللف والبحث ما بين جهل وعدم معرفة وقلة خبرة عاد مساءا الي حديقته المفضلة التي لا تكلفه شيئا و لا أحد يزاحهمه بدأ في التعرف علي سكان الحدائق وهم من يتخذوها سكن
عاد ولكنه أجهش ببكاء طويل لا يعرف لماذا بكاءا غير إرادي هل هو الخوف هل هو الفشل هل هو بعده عن بلدته و عشيرته لا يعرف ظل يبكي حتي شعر بيد حانية تربط علي كتفه بخفة تكاد الملامسة فأرتعش جسده و كان هلعه إنه لم يعرف أحدا بل لا يتحدث منذ يومين إلا مع نفسه فوجد من ؟
وجد رجلا كاد أن يكون غير بصير أي قريب من العمي وعرف إنه لا يقصد ملامسته بقدر انه إصطدم به وكانت تلك ليلة فارقة في حياة ذلك المغترب
وللحديث بقية
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏معطف طويل‏‏ و‏نص‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى