بوابه الغموض ولعنه ست
قد يظن إنسان هذا العصر كما ظن من كان قبله إنه قد أحاط بكل شئ علمآ ألم يكتشف إنسان هذا الجيل ما في الخلية ويعلم عن الذرة ما في نواتها وما حولها من طواف ألم يرصد السحب ويقيس الهواء ويعلم متى وكم سيكون المطر أم ما سيكون عليه من جدب وجفاف وقد يظن كذلك إنه قد قدر على الدنيا ألم يخرج من الأرض وجاب الفضاء وأرسل أجهزته تكشف له طريق الكواكب وترصد له النجوم في السماء وهبط فوق القمر وسار عليه بل إنه يفكر في تكرار الانتقال منه وإليه ولكن الحقيقة تخالف ذلك وتغايره لأن كل هذا أكذوبة كبيرة من صنع الشيطان وأعوانه.
وعلى نقيض ذلك وتعارضه فما أقل ما يعلمه الإنسان حتى في محيط ما تخصص فيه وتعلمه وأمتاز به فهمها كان علم الإنسان فإن فوقه من يفوقه علمآ وتستمر السلسه حتى نصل بعده علم ما أوسعه وما أضخمه وما أعظمه وهو علم لا يعلمه إلا الله وكلما زاد الإنسان من علمه وتعمق في معرفته تأكد إنه يزداد عن الحقيقة بعدآ ويشتد بها جهلآ.
ومن هنا سندخل ونجوب في الصراعات والحروب الدائمة بين الخير والشر وكيف تلعب قوى الشر دور في الفكر والعقيدة وسنسرد أهم منظومات الشر ومن يقودها وكيف تواجهها قوى الخير منذ نشأت الأرض وإلى أن يأذن الله بالنهاية وتقوم الساعه.
فهذا الصراع الدائم بين الخير والشر ما زال في كل أجزاء الكون ويتطور مع العصور وأصبحت فئة قليلة في هذا الوقت من تقف في صف الخير بينما الأغلبية تقف في صف الشر وبات العالم عرضة لسيطرة الشر والخضوع لقهر غير مسبوق وما هو أخطر من عالم اليوم أن الأشرار باتوا يمتلكون أخطر الأساليب وأشدها فتكاً لا بين الأفراد فحسب بل بين الأمم والشعوب حيث نرى فصولها واضحة على أرض الواقع في كل زمان ومكان منذ أن خلق الله أدم وأنزله الأرض ويمكن القول إن البشرية في كل مرحلة زمنية كانت تفرز بعضاً من أبنائها هم غالبا من المفكرين في الفكر الإنساني والمثقفين والأخيار يدعون دائمآ إلى كبح جماح الشر في النفس ويسعون إلى تنمية بذور الخير وتقويتها في الفرد والمجتمع ليتصدوا لرموز الشر وأعوانه وبهذا يصبحون ضمير العالم……..