دكتورة لبني يونس
صديقي … صديقتي…
احتاج أن احكي لكم عن أشياء كثيرة ،
أشياء ثقيلة على قلبي احتفظتُ بصَمتي حولها طويلاً ،
دائماً أشعر بأنّ شيء ما يتخلّى عنّي ، لذلك تجدُني أغادِر ولا أبقَى ،
لقد قاتلتُ من أجل من أحبهم جميعاً حتى وجدتُ أنني وحدي من أُقتَل ،
لستُ حزينة ولكنني في كل مرة كنتُ أظُن أنني أعرفهم ، أجهلُهُم ، في كل مرة أظُن أنني تجاوزت كل شيء أجدُني لم أتجاوز شيء وأنني أحتاج للشرح والعتاب والتبرير ، حاولتُ أن أتأقلَم على كل ما حدث ، لم أعتاد على أيلام الآخرين لكنهم حينَ يوجعونني أبكي وحينَ أجرحهم للدفاع عن نفسي أبكي أيضاً ، يؤذيني يا صديقي وبشدة أن أؤلِم أحدهم وأترك في قلبه نُدبة ..
لذلك فجميع المعارك التي خُضتّها خرجتُ منها خاسرة رغمَ أنني كنتُ الأقوى ، لقد قتلني يا صديقي مكوثي الطويل في الأمكنة الخاطئة ومع الأشخاص الخطأ ، أنا لستُ قِدّيسة ولستُ مثالِيّة ، قد أكون أنا المخطئة ، لكنني أسامح وأبتسم وأصافحهم جميعاً رغمَ أنهم حفروا في روحي ودياناً من الأذى دونَ أي اسف أو إعتذار ، ولكن تأتيني لحظة رحيل سافرة دفعة واحدة ، كأنّ سدًّا ما قد تهَدّمَ في نفسي ولم يعُد في السّبل مُتّسَع للبقاء ، أسامح نعم ولكن لم ولن انسي ، ألاقي ولا أنسى وأرحل لكنني أيضاً لا أنسى..أعلم يا صديقي أنك لم تفهمُني ، لا يهُم فأنا أيضاً لا أفهَمَني..
لكن هذا انا …….
فضفضة
