مقالات
من يدافع عن الفاسدين”فاسد”
بقلم صلاح الشتيوي
قبل 25 جويلية كان الشعب يعلم علم اليقين ان من حكموه وتحكموا في قراره وتاجروا باملاكه، افسدوا في الارض، وان الفساد أستشرى في جميع الميادين ،مجلس نواب الشعب ،رجال اعمال،هيئات مختلفة ،الادارة،اغلب هياكل الدولة،واينما تتحرك يتفاجئ المواطن بحجم الفساد،الغريب ان لا أحد تجرأ على حل ملف الفساد ومحاربته ،اما خوفا من جبروت الفاسدين أو لانغماسهم معهم في الفساد .
وجاء رجل أحب البلاد ،رجل انتخبه الشعب ليكون رئيسا ولكن كانت صلوحياته محدودة في دستور 2014.
قرر الرئيس حل البرلمان و اصدار دستور جديدا ،ونجح يوم 25 جويلية في اغلاق ابواب مجلس النواب.
وانطلق بدون خوف ولا تردد في محاربة الفساد و معاقبة الفاسدين بدعم من الشعب.
لقد قرر الرئيس قيس سعيد محاربة الفساد والفاسدين و محاربة الفساد لا نقل اهمية عن محاربة الاستعمار بل انها وجه لعملة واحدة.
للفساد أوجه اجتماعية و سياسية ،يوظف المسؤول موقعه الرسمي للكسب الحرام من مال الشعب ، و لكن على خطورة الرشاوي والفساد في البلاد فأنها نادرا ما تهدد وجود الدولة واستقلالها، ألا ان القيادة الاخطر على الوطن هو الفساد المالي لاحزاب ومسؤولين ،انه فساد أشخاص ونخب متواطئة مع الاجنبي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من اجل زعزعت البلاد وإحداث إنقلاب على ما اختاره الشعب،وهنا أقول ان السكوت عن هذا النوع من الفساد أو الدفاع عن مرتكبيه خيانة للوطن .
لن ينجح من يريد اذلال الشعب و امتهان كرامته و رهن اختياراته وقراراته ،لن ينجح من يريد تطويع الشعب و اللعب بمقتدراته لما يريده الاجنبي مستقوين بكل وقاحة بقنوات العهر الاعلامية.
لا فرق بين من يستغلون الوطن اقتصاديا وسياسيا و الفاسدون ،لانهم لا يؤمنون بشيء يسمى وطن و ينظرون بعلوية الشعب ولقواه الوطنية.
يتسائل بعظهم لمذا ادعم الرئيس و اشجع ثورة 25 جويلية و الجواب أنني كمثقف وكاتب جزء من هذا المجتمع واعاني كما يعاني عامة الشعب،وو ظيفتي الاجتماعية النقدية و الاخلاقية تفرض علي ان اقف مع الشعب و أكتب ما يخالجه و اوصل صوته ،واليوم الشعب مع الرئيس يريد مقاومة الفاسدين و إصلاح البلاد لذلك أنا مع الرئيس.
صحيح ان المطلوب اليوم من الدولة ان تحارب الفساد ،لكن المطلوب ايضا من المواطن المشاركة في محاربة الفساد فالساكت عن الفساد فاسد(الساكت عن الحق شيطان اخرس)
واختم مقالي بجزء من قصيدة لاحمد مطر، عنوانها الحاكم الصالح:
(وصفوا لي حاكماً
لم يَقترفْ , منذُ زمانٍ ,
فِتنةً أو مذبحهْ !
لمْ يُكَذِّبْ !
لمْ يَخُنْ!
لم يُطلقِ النَّار على مَنْ ذمَّهُ !
لم يَنْثُرِ المال على من مَدَحَهْ !
لم يضع فوق فَمٍ دبّابةً!
لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ!
لمْ يَجُرْ!
لمْ يَضطَرِبْ !
لمْ يختبئْ منْ شعبهِ
خلفَ جبالِ ألا سلحهْ !
هُوَ شَعبيٌّ
ومأواهُ بسيطٌ
مِثْلُ مَأوى الطَّبقاتِ الكادِحَةْ !)