مقالات
ما بين النخلة والمرأة
د. صالح العطوان الحيالي
ان ما بين النخلة والمرأة مقاربات كثيرة ، فهناك سواء في العطاء الدائم والحب والحنان والجمال والشموخ، أن النخلة هي رمز الحياة، وإن اول القاطنين على الأرض، حالها حال المراة المعطاء استضافت الإنسان واعطته مفردات اللغة،حياتها سكينة وهدوء ولها سحرها الاخاذ، تنمو بصمت ولا تموت الا بعد عمر مديد، روي نعمة الله الجزائري في كتابه المشهور الانوار النعمانية أن الله أمر الملائكة فوضعوا التراب الذي خلق الله ادم منه في المنخل فنخلوه ، وكان صافية أخذه لطيفة ادم ، ومابقي منه في المنخل خلق الله منه النخلة، وكان ادم يأنس فيها في الجنة، واوصى ولده أن يضع معه في القبر جريدة من النخلة فصارت عادة إلى زمان عيسى، وقد قيل أن أول من غرس النخل هو انوش بن النبي شيت . وفي الحديث ” بيت لاتمر فيه جياع اهله” وفي رواية البخاري ” من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذالك اليوم سم اوسحر” .تبدا المقارنة بكون النخلة هي اول ما وجد من شجر على الارض وانها تحاكي انثى البشر في فترة الحمل والولادة . ومن المقارنات بين النخلة والمراة:
اولا :- تحمل وتلد في تسعة اشهر وتسعة أيام حيث تخرج طلعها اي( تجبِّد ) كما يقول اهلنا في شهر يناير وتحصد في اول شهر اكتوبر يعني تسعةاشهر وتسعة ايام كالمرأة تماما
ثانيا :- هناك بعض النخيل يكون حمله الى حين حصاده في سبعة اشهر وذلك هو الرطب ..
ومعلوم ان بعض إناث البشر كذلك يحملن ويضعن حملهن في سبعة أشهر ، وهؤلاء الابناء المولودون في سبعة اشهر يسمون (الخُدَّج) فالذكر يسمى خديج والأنثى خديجة -اي بنت سبعة اشهر – ومن هنا جاء اسم خديجة .. !!
رابعاً :- نجد أن النخلة هي الشجرة الوحيدة في الدنيا لاتحمل صفات الذكورة والأنوثة كبقية الأشجار اي انها غير مخنثة فالذكر قائم بذاته وكذلك الأنثي حيث لا يكون ذلك لبقية اشجار الدنيا مطلقا .. !!
خامساً :- نجد ان النخلة هي الشجرة الوحيدة التي إذا قُطع رأسها تموت .. !!
سادساً :- بعض النخيل إذا بلغ السبعين عاماً ينحني اي يحدودب كبعض البشر فيا سبحان الله نجد ان بعض البشر يبلغ التسعين والمائة ولا ينحني وكذلك النخيل !! ،،
سابعاً :- يسقفون بيوتهم بجذوع النخيل وهم يشقون الجذع الى اربعة اجزاء ويسمى الجزء ( فِلْقَة ) فإذا انكسرت الفلقة او انثنت فأهل البلد يقولون :- (فلان لايعرف ضلل بيتو بي فلقة نيَّة )
اذاً كيف نعرف ان كانت نية ام نجيضة ؟!!
الإجابة:- طيلة حملها فهي نية ،
اي لاتصلح لأن تحمل لك سقفاً فهي هشة وضعيفة . وهذا ماينطبق على المرأة تماما حيث يقول الله عز وجل :- وحملته وهناً على وهن – اي ضعفاً على ضعف
فالنظرية بسيطة بالنسبة للنخلة
تكون هشة ومتفتحة الجذع لي يعبر عبره الغذاء والماء من باطن الأرض نحو جنينها بيسر وسهولة ولكن بعد حصادها تتصمت وتصبح قوية تستطيع حمل اي ثِقَل !! فيا سبحان الله !!!
ثامناً :- فالنخيل يقوم في شكل أسرة حيث تجد النخلة الأُم وحولها بناتها ( بنات حفرة )
وهذا لانجده في كل الأشجار مطلقاً !!
تاسعاً :- نجد ان شتول النخيل الصغيرة ملتصقة بأمها التصاقاً تاماً وتتغذى من غذائها وعندما نريد فصلها لابد من عملية ( التصفيح )المعروفة حيث نضع صفيحة او جركانة ونضع فيها طيناً ونسقيها باستمرار إلى ان تنشأ لها جذور وتعتمد على غذائها بنفسها
بعد ذلك نفصلها عن امها ونزرعها في مكان آخر ، وهذه تشبه عملية الفطام تماماً حيث لاتستطيع فطام الطفل قبل أن يأكل الخبز ومن ثم يعتمد على نفسه .. !!
عاشراً :- التمر ملون فيه الأبيض والأسود والأسمر وغير ذلك من ألوان ، كالبشر تماماً ( شعوباً وقبائل ).