مقالات
كم أبكيتم أمهات الفلسطينيين من قبل … !!!
كتب : وائل عباس
واقعة مفجعة للكيان المحتل ؛ وحادث جلل يقع على الحدود المصرية مع الكيان ؛ وكأنه مشهد ثأرى من أحدى مسلسلات الكاتب الراحل ” محمد صفاء عامر ” جاء توقيته فى نفس توقيت نكسة يونيو تقريبا ؛ حيث العادات الثأرية عندنا في صعيد مصر عندما سأل أحدهم صديقه :
متى أخذت ثأر أبيك ؟ … فرد قائلا : بعد خمسة وعشرين عاما …. فرد عليه الأول : ولما العجلة … !!!
والمراد هنا . أننا قد يطول بنا الزمان ؛ وتفرض الهدنة نفسها لكننا نعرف أعدائنا جيدا ؛ لا ننسى ولا نفرط أبدا فى دماء شهدائنا الأبرار ؛ ولابد من ساعة القصاصة أتية لا محالة .
شرطى مصرى يخدم منذ فترة فى أحدى النقاط الحدودية مع الكيان ؛ تسلل عمدا داخل الأراضي المحتلة بحجة مطاردة مهربى المخدرات ؛ وقام بتصفية جنديين أحدهما مجندة إسرائيلية شهيرة ” تيك توكر ” ؛ ولم يعد إدراجه سريعا بعد تلك الواقعة بل على العكس ؛ أنتظر حت أفاقت إسرائيل من غيبوبتها وأكتشفت بعد عدة ساعات تصفية جنود برج المراقبة ؛ لتطلق أحدى كتائبها وأحدى مسيراتها الطائرة ؛ وعند تحديد مكان الشرطى المصرى ؛ يتم الأشتباك ف يردى البطل أحدى جنود الكتيبة الإسرائيلية قتيلا ؛ ويصيب الآخر إصابة خطيرة قبل أن يجود بدماؤه الذكية ويلفظ أنفاسه الطاهرة ؛ إذ نحتسبه عند ربه شهيدا بأذن الله ؛ ” تلك هى الرواية الإسرائيلية ” التى تؤكد العمد وسبق الإصرار والترصد ؛ أما المتحدث العسكري المصرى فقد أعلن أنها مطاردة بين الشرطى ومهربى المخدرات والأمر لم يتعدى إلا السياج الأمنى .
وهنا سوف أحلل المشهد بالمقاييس البربرية التى أعتادوها ؛ وبمنطق القوة والتى لا يردعهم إلا سواها … !!!
ترى لو تمت هذه العملية من قطاع غزة ؛ أو على الحدود السورية أو حتى من حدودهم مع الدولة اللبنانية ؟؟؟
ماذا سيكون رد فعل إسرائيل ؟؟؟ … بالطبع سوف يكون ردا عنيفا وقاسيا ؛ ف دماء الجنود الإسرائيليين غالية نبيلة فى أعين قادتهم ؛ وربما يكون رد فعلهم الأنتقامى ” قتلى بالعشرات ” وغارات لأيام وحصار جائر على المتسبب وبنى وطنه … !!!
ولكن تنهار غطرستهم وتعجز آلتهم الحربية على صخرة الحدود المصرية ؛ فهم يعلمون جيدا القوة الغاشمة للآلة العسكرية المصرية هم ومن ورائهم ومن يوالونهم .
ولكن ماذا لو لم تكن سيناء تحت قبضة قواتنا المسلحة ؟
ماذا لو كانت سيناء حتى اليوم مرتعا أمنا للأرهابيين والدواعش ؟؟
ماذا لو لم نستعد السيطرة على سيناء كاملة وننشر المعدات والرجال شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ؟؟؟
جائت هذه الواقعة متزامنة مع ترويج الصحافة الإسرائيلية منذ عدة أيام عن أتفاقات مع الجانب المصري ؛ على منح جزء حدودى من سيناء لأقامة دولة غزة وخاصة بعد الأنفجار السكانى الذى يشهده القطاع حاليا ؛ وللعلم فأن الترويج لتلك المؤامرة لم يسند لأى مسؤل رسمى فى الحكومة الإسرائيلية ؛ وإنما جاء عبر تقرير صحفية وعلى لسان ” افيخاى ادرعى ” العميل الأعلامى الغير رسمى لجهاز الموساد ؛ وذلك لأثارة البلبلة وأستفزاز الرأى العام الشعبى ؛ والضغط على القيادة المصرية بعد أن فشلت مخططاتهم لدخول سيناء من جديد ؛ وتعتبر هذه العملية الفردية لأحد الجنود المصريين هى بمثابة الرد الغير رسمى على طموحات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ؛ كما أنها شهادة من العدو تدعونا لتجديد الثقة فى قواتنا المسلحة وقيادتنا الوطنية الرشيدة التى حررت سيناء من جديد ؛ ودحرت دواعش المخابرات الأنجلوامريكية الصهيونية المشتركة ؛ والتى لولا قوة وبسالة قواتنا المسلحة لكانت أسقطت دول شمال إفريقيا بالكامل بعد أن سقطت مصر .
من هنا نستخلص أن مصر قيادة وشعبا يعرفون أعدائهم جيدا ؛ ويعلمون جيدا ما يخططون له شمالا وجنوبا ؛ كما يحملون فى قلوبهم هموم أمتهم العربية ؛ يتألمون لشهدائها وينزفون لدماء مناضليها من شرفاء الشعب العربى الفلسطيني .
وقد جائت تلك الحادثة بمثابة الرد الشعبى على ما أعلنوه مسبقا ؛ من أتفاقات وهمية لبيع اجزاء من سيناء لتوطين أبناء غزة وأقامة وطن لهم .