بقلم صلاح الشتيوي
سؤال يراودني كلما انظر الى ما جرى ويجري في الإدارة التونسية بعد 2011 والتعيينات المشبوهة التي اضرت بالدولة ومصالح المواطن ،فهل يكون ذلك نوع من انو اع الفساد والجواب نعم.
سأروي لكم قصة جرت احداثها في الحقبة السوفياتية، كان هناك مهندس غبي في زمن حكم ستاليين،(لتذكير فإن ستالين كان في يوم من الأيام أقوى رجل في العالم، ولا يستطيع أحد أن يُنكر الدور الهام الذي لعبه في الحرب العالمية الثانية، وما ساهمت به بلاده في سبيل انتصار الديمقراطية على الفاشية.)
القصة رواها خروتشوف (خرتشوف هو سياسي روسي ، شغل عدّة وظائف حزبيّة انطلقت من 1931 تولّى زعامة الحزب والحكومة في الاتحاد السوفياتي، وانتهج سياسة انفتاح ودعم بلدان العالم الثالث؛ فقد رفض العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 وساند مشروع السد العالي، وحارب احتكار السلاح في المنطقة العربيّة، إلاّ أنّ سياسته تجاه الولايات المتّحدة الأمريكيّة، كانت في كثير من الأحيان تتّخذ منحى المواجهة.
وفي 14 أكتوبر 1964 وقعت تنحية خروتشوف من كافة مناصبه، فاعتكف إلى حين وفاته في 11 سبتمبر 1971.)
نعود الى قصة المسؤول الغبي ،يقول خروتشوف اتصل بي الرفيق ستالين وقال لي لنا مصنع كبير يصنع إطارات السيارات وينتج كميات كبيرة منذ سنوات وبشكل جيد وفجاة و منذ ستة أشهر اصبحت هذه الاطارات تشكل خطرا على مستعمليها بانفجارها بعد بعض كيلومترات دون أن يعرف السبب لذا اريدك ان تذهب وتفتح تحقيق في الموضوع وتكتشف سبب ذلك
الإنفجار.
.
يقول خرتشوف انتقلت الى مصنع الدواليب و باشرت التحقيق وكان اول ما لفت انتباهي في مدخل المصنع حائط الأبطال وقد وضع عليه صور لكل من اجتهد وابدع في ستة اشهر من عمال ومهندسين .
يقول باشرت التحقيق مع الادارة حتى وصلنا في التحقيق الى أصغر عامل ولم أصل الى نتيجة ،تابعت سلسلت الانتاج خطوة بخطوة لم افلح في ايجاد السبب،فالاطارات تنفجر في الطريق بدون سبب.
جمعت المهندسيين والعمال وراجعنا معا المخططات ولم نفلح في ايجاد السبب فالإطارات تنفجر بعد بعض كيلومترات.
قمنا بتحليل المواد الخام، كانت جيدة وذات جودة عالية أصبت بالاحباط.
خرجت و قفت امام المصنع اتقلب بعيني صور على جدار الأبطال ولفت انتباهي صورة مهندس لم يمر على تواجده بالمصنع 6 أشهر .
استدعيت المهندس وسألته لماذا علقت صورتك بجدار الأبطال ولم يمر على وصولك 6اشهر ماذا فعلت وقدمت من اظافة في الانتاج.
أجاب المهندس بأنه قدم طريقة جديدة لصنع الإطارات تقتصد في عدد الاسلاك المكونة للإطارات مما مكن الشركة والدولة من أرباح طائلة.
قال خرتشوف كانت سعادتي لا توصف لاكتشاف السبب والعلة واعلمت بسرعة الفريق ستالين بذلك فسالني هل دفنت المهندس ،فقلت له كيف ادفن بطلا من أبطال المصنع قد يحدث ذلك فوضى،لا لم افعله بل ارسلته الى سيبيريا.
خلاصة القول ليس بالضرورة ان تكون فاسدا وسارقا لتؤذي دولتك وشعبك وتتسبب في تدميرهم ،بل يكفي ان تكون غبي،ونحن نضع الاغبياء في المواقع المهمة والحساسة،ونبدع في تكريمهم.
