مقالات
علماء اللغة العربية من غير العرب
– د.صالح العطوان الحيالي
اعطى الله للغة العربية من غير العرب من يحافظ عليها ويدرس قواعدها ويؤلف فيها، بل نجد أن كثيرا من العلماء المبرزين في اللغة العربية هم من غير العرب ، إما من الفرس وإما من الأمازيغ، كـــــــسيبويه والزمخشري، وغيرهما من علماء فارس الذين أسهموا في نشر اللغة العربية الفصيحة في بلدان العالم، حتى صار أولاد العرب يدرسون علوم اللغة من مؤلفات هؤلاء العلماء، وأما علماء سوس الشلحييون فلهم إسهاماتهم أيضا في هذا الموضوع، فقد تعلموا العربية وعلّموها وألفوا فيها.
1ــ ومن هؤلاء: صاحب الكراسة أو المقدمة الجزولية المشهورة في علم النحو؛ وهل هو بعقيلي أو غيره ؟ في نسبته اضطراب؟ والله أعلم، غير أن من المؤكد أنه مغربي أمازيغي.ولهذا العالم مؤلفات أخرى، منها شرح تلك الكراسة…
2ــ ومنهم ابن معطي صاحب الألفية التي ذكرها ابن مالك في مقدمة ألفيته. قال د أحمد أبو القاسم: “ومن الغريب أن العلامة المختار السوسي لم يشر إلى ابن معطي، وأرى أن سبب سكوته عنه هو انتقال ابن معطي إلى الشرق ، فاعتز به المشارقة أستاذا لهم، ونسيه المغاربة ابنا وأستاذا، أو أهملوه كعادتهم في إهمالهم لكثير من أعلام أفذاذ.” اهـ منجزات جمعية علماء سوس. ج 4.
3ــ محمد بن داوود صاحب المقدمة الآجرومية، فهو صنهاجي نسبة إلى صنهاجة: معرب “إزناكن” إحدى قبائل سوس.
4ــ محمد أباراغ دفين تانكرت بإفران له أرجوزة في المبنيات لا تزال إلى الآن تقرأ في المدارس العتيقة، وله شرحها أيضا.
5ــ سعيد الكرامي السملالي. له شرح ألفية ابن مالك. وقد طبع في المملكة السعودية. وله أيضاشرح الآجرومية.
6ــ داوود بن محمد السملالي. له إعراب أوائل الأحزاب.
7ــ محمد بن سعيد القاضي العباسي السملالي. له نظم المغني لابن هشام. وشرح الآجرومية.
8ــ عبد الله بن ابراهيم العباسي السملالي. له منظومة في التصريف.
9ــ ايبورك بن عبد الله بن يعقوب السملالي. له شرح لامية الأفعال. وشرح الجمل وهو مشهور. وشرح منظمة العباسي المذكورة. مؤلفات أخرى في العربية.
10ــ أخوه أحمد له شرح الآجرومية أيضا.
11ــ أحمد العباسي له شرح الجوهر المكنون. طبع بتحقيق د اليزيد الراضي.
12ــ محمد الوسخيني السملالي. له رجز في المبنيات.
وهناك آخرون ألفوا في علوم العربية من الأدوزيين والمعدريين وغيرهم من ذوي أصول سملالية.
وهذا يدل على أن هؤلاء قد أتقنوا اللغة العربية في حياتهم أكثر من العرب المعاصرين لهم. ومع هذا لم يفرطوا في الشلحة السوسية التي هي لغة أمهاتهم وجداتهم وآبائهم وأجدادهم، فجمعوا بين الحسنيين، وحازوا الشرفين. فكانوا في مدارسهم يعلمون قواعد اللغة العربية بلهجتهم السوسية. ولم يروا ذالك عيبا، بل هو من مزايا اللغتين معا ألعربية والأمازيغية.. رحمهم الله تعالى، ووفق شباب اليوم ليحذو حذوهم ويقتفوا أثرهم . آمين آمين آمين.