مقالات
رسالتي في الحياة ..
سامي التميمي
هناك الكثير من يتأثر بالأفكار والأيدلوجيات ، دون دراستها وبحث مكامنها وأجنداتها ، وماهي خطورتها على المجتمع والأسرة والطفل .
الكثير يتكلم عن مساواة المرأة بالرجل ، ولكنه غير مدرك تماماً ، كيف ومتى وأين ولماذا .
التفكير الجمعي والتقليد الأعمى قد يوصلنا الى نهايات مسدودة أو كارثية .
فالمرأة كائن رقيق وحساس وله أمكانيات وقدرة خصها الله بها وحدها ، وهي تختلف بعض الشئ عن الرجل ، ولكن للأسف صار البعض من المنظمات والمؤسسات والشركات ، يقحمها ويدفعها ويورطها في مجالات لاتتفق مع قابلياتها الجسدية والنفسية والأنثوية ، والكثير منهن مرتبط بعمل كبير وشاق ، هو الأسرة والطفل والبيت .
نعم ، لأعطائها كل حقوقها وحمايتها ودعمها ، وفق الدستور والقانون ، ولكن علينا التفكير جدياً بأن ذلك الكائن الرقيق لديه مسؤولية كبرى لايمكن لأحد أن يحل مكانه وهي الأمومة ورعاية الطفل والبيت . ولايجوز لنا مطالبتها بالكثير من العمل الشاق .
أتذكر الأعلامية المصرية الرائعة ( نشوة الرويني ) كانت تقدم برنامج ( بصراحة مع نشوة ) ، أتصلت بها دكتورة طبية مصرية وشرحت لها حالتها مع أسرتها والتي تتمنى بأن لاتحدث مع العوائل الباقية تقول ؛ كنت قد حصلت على عقد عمل في أحدى المستشفيات في السعودية وبراتب مغري جداً ، فأتفقت مع زوجي بأن نحسن من وضعنا الأقتصادي ، فأسافر أنا ، وأنت تبقى مع الأولاد لأن كانوا في المدارس وهم متفوقون جداً ، ولانريد أن نحدث أرباكاً في مكانهم وصداقاتهم وحياتهم ومدارسهم ، وحصل الأمر وفعلا سافرت وباشرت بالعمل وكنت سعيدة بالراتب والعمل وكنت أبعث الراتب لزوجي في كل شهر ، حتى تمكنا من شراء بيت وسيارة حديثة وأثاث جديد وكل متطلبات الحياة المادية الجميلة ، وكنت أزورهم بين فترة وأخرى ، ولكن بعد مرور سنوات ، وجدت أن الأولاد بدأوا يتراجعون في دروسهم وسلوكهم وتصرفاتهم ، وبدأت تظهر مشاكل العناد والعنف والفوضى والإستهتار ، والأب مسكين وحده لايستطيع أن يقوم بماتقوم به المرأة .
كانت معاناتي شديدة وبدأ الحزن والقلق والأحباط واليأس يظهر ويخيم على حياتي ، وبعد التشاور مع الكثير من الأطباءالنفسانيين والمعنيين بشؤون الطفل والأسرة ونتيجة لقراءاتي اليومية للقرآن الكريم والكتب ، أهتديت للحل ، بأن لامجال للتفكير والإستمرار ، ولازال هناك وقت ( يسمى بالوقت الضائع ) في مباراة كرة القدم ، لأنقاذ أولادي وأسرتي من الضياع ، سعادتي وأحلامي وآمالي ، بأن أكون بينهم وأخدمهم وأرعاهم وأوصلهم لبر الأمان وهذه هي رسالتي في الحياة .
فتركت كل شئ ، وحزمت أغراضي وتوجهت الى بلدي الى أسرتي ، فحضنتهم وبدأت معهم من جديد ، وكأن أعمارهم سنة ، حاولت جاهدة أواصل الليل بالنهار في الرعاية والخدمة والحب والحنان والأمومة ، حتى أعدلت المائل وأشددت المكسور ودوايت المجروح ، نعم بذلت الكثير من الوقت والجهد وقدمت الكثير من الخسائر ، لكنني ربحت عائلتي وزوجي ورسالتي في الحياة .