بصراحه …نسينا تماما أننا إنسان يحكمنا الحب قبل القوة
سمير المسلمانى
إن الحرية عنوان الإنسانية فكيف لنا ان نكون إنسانا حرا من دون إنسانية؟
لربما نحن الآن بعالم أصبحنا فيه أقوياء لكننا لسنا أحراراً!
عالم نتبجح فيه بزمن الاختراعات والتطورات والتقدم ونتحدث عن الرقي والحضارة،
في حين أننا لا نرى سوى تخريب أكثر من طرف الإنسان للإنسان نفسه،
نتدخل بالأسلحة لنشر السلام فيه، ولا نتخذ السلام مبدئا ونقضي على الأسلحة المدمرة له.
لست أدري ما هي حدود المشكلة وما أصلها ونحن بعالم نتحدث فيه عن قيم الإنسانية والتضامن والتآزر ونتوفر على وسائل وإمكانيات المساعدة المختلفة، كما تتعدد فيه كافة سبل مد يد العون للآخر رغم الصعوبات التي تواجه بعضنا، لكننا نشهد عواقبها، فنرى الإنسان الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا، إلا في بعض الحالات وفقط في صفوف بعض الفقراء الانتهازيين من ينتشلون كومة الإنسان الفقيرة يحرقونها ثم يدفنوها لتعبيد طريقهم نحو الغنى ولو على حساب دهس أحلام الفقراء أمثالهم بآلة سحق الإنسانية وقنص الثراء.
لست أدري حجم الجشع الذي حكم سلوك الإنسان، وكيف سيطر على إنسانيتنا حتى تخطى جميع السلوكيات الهمجية والبربرية القديمة بوحشيتها وتخلفها، ففي سبيل الصعود على سلالم العيش برفاهية وبذخ أصبح الإنسان عدوا لأخيه، عميت بصره وفسدت بصيرته، لا أعلم سوى أنه في بقع كثيرة من هذا العالم الذي حكمه الخراب، سُفكت العديد من نقط الدم الحمراء من أجل بضع نقط نفط سوداء اللون بلون العنصرية المزعومة التي يندد بها العديد من أبواق اللاإنسانية، حيث ازداد يقيني أكثر أن هذا العالم يحكمه قانون الغاب، القوي يحكم والضعيف يسعى للعيش أكثر، والبقية تتناسل من أجل التكاثر فقط وضمان عدم الانقراض فئة العبيد التي تخدم من يرمي لها عظمة تلتهي بها وتكتفي بالعيش تحت ظل الذل والاستبداد.