مقالات
اوم شموم* (الامم المتحدة ارض قاحلة)
قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
حذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، من أن النظام العالمي الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية مهدد بالانهيار، وانتقدت خصوصا إسرائيل والولايات المتحدة وكذلك روسيا والصين.
صدر التقرير السنوي للمنظمة حول حقوق الإنسان في العالم، واكدت فيه كالامار لوكالة فرانس برس، إن كل ما شهدناه في الأشهر ال12 الأخيرة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وبورما والسودان وإثيوبيا، التي تشهد نزاعات تواكبها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، يدل على أن النظام الدولي على وشك الانهيار.
الولايات المتحدة تقوم بحماية السلطات الصهيونية من أي تدقيق في الانتهاكات الكثيرة المرتكبة في غزة.
و اما الكيان الصهيوني فقد أبدى تجاهلًا صارخًا للقانون الدولي زاد من وطأته تقاعس الحلفاء عن إنهاء ما يتعرض له المدنيون في غزة من سفك للدماء يستعصي على الوصف، والغريب أن الكثير من هؤلاء حلفاء هذا الكيان هم أنفسهم مصممو النظام القانوني الذي أُرسيَ بعد الحرب العالمية الثانية.
الحرب الروسية الاوكرانية وتزايد الصراعات المسلحة، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها على سبيل المثال السودان وإثيوبيا وميانمار (بورما)، يوحي ان النظام العالمي القائم على القواعد مهددًا بالانهيار.
واما السلوك الدولي للولايات المتحدة الامريكيةً باستخدام حق النقض ضد وقف أساسي لإطلاق النار فأفرغت مجلس الأمن من معناه.
وشل مجلس الأمن لعدة أشهر ومنعه من اتخاذ قرار بالغ الضرورة لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تواصل تزويد إلكيان الصهيوني بالأسلحة والذخائر التي تستخدمها في اقتراف ما يرقى،إلى جرائم حرب.
واشارت كالامار في الوقت نفسه إلى أن دولا “فاعلة قوية” مثل روسيا والصين تبدي في الوقت نفسه رغبتها في تعريض قواعد عام 1948 بأكملها للخطر، حسب التقرير.
كذلك، يوثق التقرير الخرق السافر للقواعد من جانب القوات الروسية أثناء غزوها واسع النطاق لأوكرانيا إذ يسلط الضوء على الهجمات العشوائية على المناطق المدنية المكتظة بالسكان، وكذلك البنية التحتية للطاقة وتصدير الحبوب وإخضاع أسرى الحرب للتعذيب.
وتشير المنظمة غير الحكومية إلى أن قوات الجيش الميانماري والميليشيات الموالية لها شنت هجمات على المدنيين أدت إلى مقتل أكثر من ألف منهم خلال 2023 وحده، معتبرة أن الصين ومن خلال غض الطرف عن الهجمات ضد السكان في خضم الحرب الأهلية، تصرفت أيضًا ضد القانون الدولي.
ولا يزال الكيان الصهيوني يهدد ويعربد و يستعد لشن هجوم على رفح، ولازال يشن غارات جوية بلا هوادة على مناطق مأهولة بالسكان المدنيين، وتمت ابادت كثير من العائلات وهجّرت قرابة 1,9 مليون فلسطيني من ”.
وفرضت قيودا تحول دون وصول المساعدات الإنسانية التي بات السكان في أمسّ الحاجة إليها، بالرغم من المجاعة المتزايدة في غزة.
بعد مئتي يوم على بدء هذا النزاع ذي التداعيات العالمية، شككت كالامار في دور المؤسسات الدولية التي كان يجب أن تتحرك ولكنها خذلتنا.
وقالت إن تقاعس المجتمع الدولي المثير للحيرة والاستغراب في حماية الآلاف من المدنيين – من بينهم أطفال بنسبة مرتفعة ومروعة – من القتل في قطاع غزة المحتل يظهر جليًّا أن المؤسسات التي أنشئت خصيصًا لحماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان لم تعد تصلح لهذا الغرض.
واضافت أن ما شهدناه في 2023 يؤكد أن الكثير من الدول النافذة تتخلى عن القيم الأساسية للإنسانية والعالمية المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتابعت: بالنسبة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ترمز غزة الآن إلى الفشل الأخلاقي المطلق للكثير من مهندسي النظام الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
*اوم شموم : كلمة عبرية تعني (الامم المتحدة ارض قاحلة)
حسب تصريح القادة الصهاينة وهو تعبير واضح بعدم اعترافهم بما تصدره الامم المتحدة من قرارات