مقالات

البيت بناسُه مش بأثاثُه

بقلم /حنان زكريا

هناك العديد من السلوكيات نراها تحدث أمامنا كل يوم تُثير فى نفوسنا الغضب وحالة من الإحباط وعدم الرضا عن محيطنا الذى نشترك فى العيش فيه مع الأخرين.

كما يوجد الكثير من المفاهيم الخاطئة وسلوكيات محبطة وثقافات دخيلة على مجتمعنا العربى،وهذه السلوكيات يجب القضاء عليها بل يجب بَترها من جذورها ،
ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة بل الغير آدمية هى إن البعض بيقيِّموا البيوت بأثاثها وليس بناسها .
مما يتسبب هذا المفهوم الخاطئ عقد نفسية والشعور بالخجل لدى آهالينا البسطاء بل تسبب فى ذلك بالفعل، وبالأخص مع الأطفال.
كم من طفل شعر بخجل وإحراج لإنه من عائلة بسيطة ويخجل من إصطحَاب أصدقائه لبيته ورغم إنه طفل لكنه يعلم تماماً نظرة الكثيرين للبسطاء.
وكم من شاب وفتاة خَجِلوا من إستقبال زملائهم أو أصدقائهم فى بيوتهم بسبب بساطة معيشتهم.
وأيضاً بعض العائلات بيخجلوا لنفس السبب وهذا يرجع لنظرة المجتمع القاسية للبسطاء.

يا ناس يا طيبين الفقر ليس عيب ولا عار لكن العيب والعار على مَن يعجزوا عن تقيِيم الناس وتقديرهم.

لذلك يجب أن نرتقى بأفكارنا وبنظرتنا لمن حولنا وأن نُقيِّم البيوت بناسهَا وليس بأثاثها .

هناك من المُؤسف الكثيرين فى هذا الزمن الغريب بيقيِّمُوا الناس بما يملكون من مال وأملاك.

وهناك كثيرين لا يملكون المال ولكن يملكون كنوز لا يُقيِّمها غير النبلاء وأبناء الأصول.
رغم إنهم يفتقرون الأموال لكنهم أغنياء بعطائهم وكما نعلم إن العطاء لا يتوقف على المال فقط .
ما أقصده هناك مَن يملكون ولا يعطون بينما يوجد مَن لا يملكون وعطاؤون بلا حدود.

وهناك بعض القصور يسكنها مَن لا يعرف للعطاء معنى ولا للعون والعطاء عنوان.
وهناك البيوت البسيطة تسكنها ناس كرماء عطاؤون وقلوبهم رحيمة ونقية وصافية وبيضاء لا تحقد ولا تحسد.

لذلك أرجو أن لا نَقيِّم الناس بما يملكون ويجب أن نُقيِّمهم بما يكتنزون من أصول كريمة وأخلاق طيبة و طِباع راقية.

معرفة الناس الطيبة والأصيلة لا تُقدر بثمن
الناس الطيبة هم أناس معدنهُم أصيل وقلوبهم طيبة يعجز الكلام على وصفهم..
لذلك لا تكسروا بخاطر البسطاء.
وتذكروا إن الكلمة الطيبة صدقة.

وكلنا نعلم أن الحياة تجعلنا بل تُجبرنا فى بعض الأحيان على التعامل مع العديد من البشر،وهم غير متشابهين بكل تأكيد فمنهم مَن يحمل قلباً نقيَّاً عمران بالخير والصفاء والعطاء…
ومنهم مَن يحمل قلباً متحجراً ومليئاً بالحقد والكراهية، ومثل هؤلاء يجب الحذر منهم كما يجب التعامل معهم بسطحية وبحذر شديد.

لذلك يجب علينا جميعاً أن نتعامل بآدمية ونفوس نقية وبقلوب لرب العالمين تقيَّة ونُقدِّر الناس ونُقيِّمهُم بقلوبهم وأخلاقهم وأفعالهم ومواقفهم وليس بأملاكهم ولا أثاثهم ولا ثيابهم.

عزيزى القارئ:

يُقال فى الأمثال معرفة الناس كنوز ..!!
فرجاءًا إحترموا الناس فى جميع أحوالهم….
وتذكروا أن دوام الحال من المُحال..!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى