مقالات

الاباء ومشاكل الابناء

 تقرير / تهانى عسقلانى

أخي الحبيب ابنك الذي أوكله الله إليك، من غيرك يربيه؟ من غيرك يُعنى بصحته؟ من غيرك يعنى بدراسته؟ من غيرك يعنى بأخلاقه؟ من غيرك يعنى بمستقبله؟ من غيرك يدله على الله؟ من غيرك يحل مشاكله؟ أيها الآباء لا تكونوا مثاليين، في عدم توقع حدوث المشكلات، بل كونوا متوقعين لذلك، فإذا وقعت هان عليكم أمرها، وإن لم تقع ستعيشون في راحة. أغلب الآباء يقفون عند ظواهر مشكلات أبنائهم دون تعمق في تحليلها والبحث عن أسبابها، ولذلك تأتي الحلول غير عملية، بل مؤقتة، وأحياناً يأتي العلاج بعكس ما أرادوا، فتتعمق المشكلة وتزداد، ولو قاموا بدراسة المشكلة دراسة شاملة، متأنية ثم حلّلوا أسبابها وآثارها وأسلوب علاجها، لجاءت النتائج مبهرة، ولكي يصل الآباء بأبنائهم إلى بر الأمان نعرض أهم المشاكل التي تواجههم مع مقترحات للتعامل معها: – استقرار الأسرة من أقوى دعائم تربية الأولاد تربية صالحة، والعمود الفقري في ذلك قوة العلاقة بين الزوجين، والاحترام المتبادل بينهما حقيقةً لا تكلّفاً، وما قد يحدث بينهما من مشكلات أو اختلاف يجب ألا يكون أمام الأولاد بل في معزل عنهما، ويجب على كل واحد منهما أن يعظم قدر الآخر في نظر الأولاد، ويحافظ على هيبته ومكانته. – يعبر بعض الأطفال عن نوبات الغضب والاستياء وعدم الرضا عن أي أمر بالصراخ والبكاء الشديد. في هذه الحالة على الآباء والأمهات ألا يتفاعلوا مع الطفل مباشرة، وإخباره بأنه سيتم الاستماع لرغبته في حال توقفه عن البكاء، إذا رفض واستمر في البكاء فعلي الأهل ألا يعطوه الاهتمام والاستمرار في ممارسة أنشطة الحياة وعدم تنفيذ رغبته إلا بعد أن يتوقف عن البكاء. – عندما يكبر الأبناء ويقتربون من سن المراهقة يشعرون برغبة في التمرد ورفض أي أمر من الوالدين، وهنا يجب على الآباء أن يتصرفوا بمنتهى الحكمة والهدوء وفتح باب النقاش مع أبنائهم بسؤالهم عن سبب رفضهم، ومن الأمور المهمة جدًا في التعامل مع هذا الوضع هو تعزيز ثقة الطفل في نفسه والتأكيد على احترام رأيه والابتعاد تماما عن التعامل معه بأي شكل من أشكال العنف مثل الصراخ والضرب. – بسبب خوف الأبناء من العقاب أو التوبيخ يلجؤون للكذب في بعض الأحيان، فعلى الآباء الابتعاد تمامًا عن أسلوب التحقيق ومنح الأبناء فرصة للمرح واللعب ومشاركتهم إذا ما تمكنوا من ذلك، وإشعارهم بالأمن والتقدير والاحترام وكذلك الحرص كل الحرص على أن يكونوا قدوة صالحة لهم وإعطائهم الأمان بأنهم لن يُعاقَبوا بقولهم الصدق. – السن المتقارب بين الأبناء هو سلاح ذو حدين قد يكون سبب في فهم الأبناء لبعض ويترتب عليه القرب فيما بينهم، وقد يولد شيئا من الغيرة والرغبة في التنافس الدائم قد يصل إلى حد العراك أحيانًا، لا يجب تجاهل مثل هذه المشاكل وحلّها هو عدم المقارنة بينهم أبدا والابتعاد عن لوم طرف على حساب الطرف الآخر، وتعويدهم على النقاش والوصول إلى حل فيما بينهم دون تدخل أحد. – يجد معظم الآباء صعوبة في جعل أبنائهم يحبون الأكل الصحي والخضراوات والابتعاد عن الوجبات الخفيفة والسريعة، بينما الحل بسيط فعليك ألا تجبره على أكل شيء ما دون رغبته، واجعله يشارك بنفسه في إعداد وجبة صحية حسب اختياره، كما يمكنك عرض فوائد الأكل الصحي وأضرار الآخر عليه. – في ظل العصر الحديث والتطورات نجد أن التكنولوجيا نالت إعجاب الجميع، حتى الأطفال أصبحوا يجدوا ملاذًا لهم فيها سواء بألعاب الفيديو أو مشاهدة شيء ما، مما يؤثر على سلامة صحة الطفل على كثير من الاتجاهات، فعلى الآباء ألا يعتمدوا على الأجهزة الذكية لإبقاء أبنائهم مشغولين، كما يجب دمج الأطفال بالعالم الخارجي بالاشتراك في الأنشطة الهادفة (حفظ القران، رياضة، خرجات سياحية…)، بالإضافة لضرورة تحديد وقت للعب على تلك الأجهزة. – يرغب الأبناء عادة في اللعب ولا يميلون لتحمل المسئولية والدراسة لذلك يجب التعامل معهم بذكاء وليس الإجبار، يجب عليك إشعار الولد – البنت – بأنه وحده بعد الله من يملك مستقبله، حاول وضع مغريات حسب شخصية ابنك لتحفزه على المذاكرة والمطالعة. – بعض الأطفال كثيرو الشكوى والتذمر، وتصل في بعض الأحيان لدرجة البكاء المستمر على أبسط الأشياء، لحل تلك الأزمة يجب عدم تجاهل الطفل وإعطائه قدر أكبر من الاهتمام ومحاولة تعليمه كيفية حل مشاكله بنفسه، وتوضيح حجم الأمور الحقيقي له حتى لا يتوهم كبر المشاكل. – يلاحظ بعض الآباء والأمهات انعزال أبنائهم ورغبتهم في الانطواء مما يثير قلقهم، لكن عليهم أن يعلموا أن لكل طفل راحته الخاصة حسب شخصيته، فيجب على الآباء أن يتقربوا من الطفل وأن يفهموا شخصيته ومحاولة دمجه مع العالم الخارجي حسب معرفتك بشخصيته دون إجبار. يبقى الحوار من أحسن الوسائل الموصلة إلى حل مشاكل الأبناء وإقناعهم وتغيير الاتجاه الذي قد يدفعهم إلى تعديل سلوكهم إلى الحسن، لأن الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد، واحترام آراء الآخرين، وتتجلّى أهميته في تحرير النفس من الصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق؛ فأهمية الحوار تكمن في أنّه وسيلة بنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات. وحتى يكون الحوار بين الأبناء والآباء فعّالاً ومثمراً يجب أنْ يبدأ الوالدان الحديث بإظهارِ مشاعرَ وُدِّيةٍ تجاه الابن، فإظهار الحب والتعاطف يساعدُه على نموه النفسي، وذلك من خلال استخدامِ كلمات دالةٍ على ذلك قبل بدءِ الحديث، وإظهارِ البشاشة خلال اللقاء به، والأخذ بيده أو وضع اليدِ على كتفه، كما يجبُ الحرصُ كلّ الحرصِ على عدم استعمالِ الكلمات والإيماءاتِ التي تدلُّ على الاستهزاء أو الكراهية، والتي تؤدي لا قدر الله إلى اضطرابٍ نفسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى