إنه الحلم والطموح: التعلم الإنشائي والتعليم المنتج والعلم النافع
د. ابوالمجد الشوربجي
أستاذ القياس والتقويم
كلية التربية جامعة الزقازيق
وفي النهاية الجميع يظفر بالشهادات: إنه الحلم والطموح: التعلم الإنشائي والتعليم المنتج والعلم النافع، فما هذا الحال الذي طال؟، نعيد ما بدأنا ونبدأ ما نعيد، ونجتر في كل عام ما كنا نجتره في الأعوام المنقضية، تكرار للقديم دون تجديد أو تطوير، والأسى، أي أسى، إننا مطمئنون وراضون ومبتسمون لهذا البدء وتلك الإعادة، تلك المذكرات الملخصة عن القديم، يحفظها الطلاب حفظاً ويستظهرونها استظهاراً، لرسمها أو تظليلها على أوراق الإجابة، وقد كانوا كروها كراً أمام لجان الامتحان، في مشهد شبيه بترجيع ما تردده كودية زار.
هذا المشهد المؤلم لنا جميعا (أوراق ومذكرات في ايدي الطلاب يُرَجِعون ما لخص فيها ترجيعاً)، حتى إذا فرغوا من الامتحان، انصرفوا عما استظهروه أو انصرف عنهم ما حفظوه، وذاكرتهم تكاد تقسم انها ستتقيئه متى فرغت من الامتحانات لأنها أجبرت عليه وأدخل فيها تعسفاً واضطهاداً وقهراً، دون معنى ودون قيمة، لم يتشكل لديهم قيمة أو مهارة أو فكراً، ولم يستعينوا به على مشقة الحياة وأمورها، حلوها ومرها، ولم يتعلموا أساليب التفكير ومهاراته، فأين هم من البحث والاستدلال والاستنباط والتجريب والملاحظة المنظمة، وإنتاجهم الذاتي؟.
والمؤسف كل الأسف أن هؤلاء الطلاب قد يصبحوا أساتذة أو معلمين أو قضاة …إلخ، ليلخصوا ويقلصوا مذكرات أساتذتهم، وإعادة الكرة مرة ومرات، وفي النهاية الجميع يظفر بالشهادات.