دين ودنيا
في تزكية النفس ونحن على أبواب رمضان
محمد عطاالله نبهان أبو إسلام
التي يغفر الله لعباده غير المشرك والمشاحن فلنتعرض لنفحات الله ونضع هذه التوجيهات أساساً لتزكية النفس
وهي تبدأ بالتخلية ثم التحلية ثم الرقي في مدارج السالكين
الهدف
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:9-10) .
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ (النازعات: 40-41)
أنواع النفس ومراتبها
١) النفس الامارة بالسوء
﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف: 53)
2) النفس اللوامة التي تلوم صاحبها عند فعل السوء أوعقبه﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامة: 1-2)
3) النفس المطمئنة إلى ما عند الله وتر ك الدنيا وزينتها وتأخذ نصيبها بلطف وخفة وهي التي تدفع صاحبها إلى الله ورضاه ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر: 27-30)
4) ثم النفس الرضية التي ترضى بقدر الله ولا تتسخط ويستوي عندها المنع والعطاء ( راضية مرضية)
5) ثم النفس الملهمة التي تلهم صاحبها الحق والطاعة كنفسها ولا تفكر بسوء
وهذا التقسيم وفي كل مرتبة نحتاج إلى مجاهدة النفس وحملها على الطاعة وحسن الخلق والعلم واليك بعض التوجيهات النبوية لمجاهدة النفس
٠١ بالدعاء
كان صلى الله عليه وسلم يدعو
«اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يستجاب لها» (صحيح مسلم)
٠٢ مراقبة الله
«اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ». قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ» (سنن الترمذي)
٠٣ تقليل الكلام فمعظم الخطأ من سقط اللسان
«لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ القَلْبُ القَاسِي» (سنن الترمذي)
٠٤ ذكر الموت وتلاوة القرأن
“إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء” قيل: يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : ” كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن “
رواه البيهقي.
«أكثروا ذكر هادم اللذات»، يعني الموت، (سنن ابن ماجه.
سنن ابن ماجه)
٠٥ كن مع الله فهو حسبك
ومن ذلك ما قاله سيدنا ابراهيم عليه السلام: (حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آلعمران:173)
٠٦ كثرة الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
(سورة الأحزاب 56)
وهناك الكثير فاجتهد في طلبها
وكن من الساجدين الشاكرين