المزيد
هل تتهيئ منطقة الشرق الأوسط لأمر جلل؟
طارق موسى
كاتب صحفي بجريدة الأخبار المصرية
وجريدة الأهرام الآن
سؤال محير يطرح نفسه على الساحة، يحتاج إلى إجابة. إن المتأمل للأحداث قد لايجد حرجا فى الإجابة على مثل هذا السؤال. فالعدوان الصهيونى الغاشم على قطاع غزة وبشكل فظ فاق كل الأعراف الدولية من قتل وحشى للأطفال والنساء وحتى الشيوخ والشباب،وأعمال الهدم والتجريف وضرب المستشفيات والمدارس والجامعات بشكل لم يسبق له مثيل أعاد إلى الأذهان عصر التتار. حتى ارتسمت هذه الصورة البغيضة لدى كثير من أهل الضمائر صورة تتار العصر الحديث. إن محاولة تعطيل المساعدات الإنسانية ودخولها إلى القطاع لجرم عظيم، يكشف نوايا العدوان الإسرائيلي الغاشم لتهجير سكان غزة من أجل موت القضية الفلسطينية وطمس معالمها، إن إسرائيل تسعى جاهدة بأطماعها التوسعية أن تصنع منفذا لها فى القطاع.
وبالأمس القريب، قامت طائرات أمريكية وبريطانية مدعومة بصواريخ كروز وتوما هوك، بتوجيه ضربات جوية لليمن، بحجة أن الحوثيين احتجزوا سفينة أثناء عبورها فى المياة الإقليمية لليمن المتعاطف قلبا وقالباً مع القضية الفلسطينية. على إسرائيل أن تدرك أن التعاطف الإنسانى حق مشروع للشعوب، مثلما فعلت دولة جنوب أفريقيا بأن قامت بملاحقة إسرائيل وتقديمها لمحكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، وأيأ كان قرار المحكمة الدولية، فهذا يكفى أن نرفع القبعة لدولة جنوب أفريقيا.
أغلب الظن أن أمريكا قد استشعرت بأن هيبتها قد ذبلت فأرادت لها الحياة، وأن المعسكر الشرقي زادت خصومته، وبات يكشر عن أنيابه.. فأرادت هى ومعسكرها أن تقول (نحن هنا ومازلنا قادرون) فى محاولة تقليم أظافر الميليشيات المسلحة مثل الحوثيين وحزب الله، السند الداعم لإيران، وبالتالى للمعسكر الشرقى، فهل هذه التحركات تهيئة للمنطقة كلها قبل دخولها لحدث أكبر.