المزيد

سيكولوجية الإدمان وطرق العلاج

د.سعادالفضلي

سيكولوجية الإدمان وطرق علاجه
العوامل المؤثرة في مشكلة الادمان
إن الحياة التي تواجه الإنسان في العصر الحاضر تتسم بالتعقيد والصراع وحدة التنافس والتطاحن والأزمات والتوتروالحروب التي كانت وما تزال تهدد راحة الإنسان وتفقده شعوره بالإطمئنان ، ارتفاع مستويات طموح الشّباب وصعوبة تحقيق الإشباع لسد حاجات الشّباب النفسية والإجتماعية والمادية.
ويلعب الاغتراب دورا بارزا في تفشى هذه الظاهرة إذا ما أضفنا إليه من تبعيات البطالة والتطرف والإرهاب وارتفاع مستوى المعيشة ، ، والاحتكاك بالثقافات الفربية والتي تؤدي الى تفاعل الإنسان مع عناصر البيئة والتأثر بها . وما إلى ذلك من مشاكل وعوامل ومؤثرات سلبية قد تكون سبباَ في الاضطرابات النفسية .
الإنسان في عصرنا الحاضر يعاني من مشاكل الإحباط والفشل والخلافات الأسرية والتي غالبا ما تحول تلك المنازعات الحياة الى جو ملىء بالتعاسة والحزن فتنعدم السّعادة ويتشغل الآباء بمشاكلهم ناسين الآبناء وما لهم من حقوق في تربيتهم ، ولا ننسى ما للآهل من تأثير سلبي في التّدخل برغبات الأبناء وتحديدها بما يروق لهم لاغين بذلك دور الابن في تحقيق ذاته حتى يتكيف مع ما يريد ويتم التوافق فيما يستطيع تحقيقه فى نجاح. ولا نغفل دور الأصدقاء وما ينتج عنه من مشكلات قد تؤدي بالنتيجة الى الهاوية ، وما يتعرض له الطفل من مشاكل إجتماعية تحيط به إذالم يجد من يتابعه . كل هذا وذاك يجرنا إلى مشكلة الإدمان واتي تمثل في الأساس كما رأينا مشكلة أسرية واقتصادية واجتماعية وسياسة واخلاقية وتربوية ، تمتد من الأسرة لتشمل المجتمع . لذلك يجب أن نتصدى لدراستها وإيجاد الحلول والوسائل لعلاجها والوقاية من أخطارها، حتى لا نرى أطفالنا وهم يسقطون في هذا المستنقع المظلم للإدمان والذي يؤدي الى تحطيم الأسرة ، واحيانا الانحراف ويضطره احيانا الى ارتكاب الجريمة أو الاختلاس أو التهريب ، فضلا عن ارتباط الإدمان بجريمة الدّعارة لدى النّساء المدمنات، وذلك بسبب ضغف القوى المعرفية والإدراكية لدى المدمن وهذا ما يدفعه إلى ارتكاب الجريمة لأنه لا يدرك عواقب الأمور.
لقد لاحظنا بأن من أهم الأسباب المؤدية الى الإدمان ترجع الى تفاعل مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية إلى جانب عوامل الزّمن ، فالعوامل الوراثية هو ما ينقل إلينا من استعدادات عن طريق الوراثة والجينات، من تغلغل للسلوك عبر أجيال متعاقبة.
أما العوامل الاجتماعية فتتضمن جميع عناصر الثقافة التي ينشأ ويتربى الفرد في أحضانها كالعادات والتّقاليد والقيم والدّين واللغة وانماط السّلوك اليومي وفلسفة الحياة ، فمن العوامل البيئية وجود أقران السّوء ، وحب التّقليد والمحاكاة تبدأ بالتّعرف على مذاق المحضور ، فتنشأ الرّغبة فيه، كذلك شعور الإنسان بالضّياع وعدم استغلال وقت الفراغ ،وفقدان الهوية بالانتماء إلى المجموعة ، والإعتقاد بقدرة المخدّرات على تقوية النشاط الجنسي وذلك بسبب تفشى الجهل وعدم الاطلاع على الثقافة الصّحيّة ، وأساليب التّربية الخاطئة بالبذل والعطاء لأبنائهم ما شاؤوا ترافقه الحريّة المطلقة بالتصرف مع انعدام الرّقابة والإشراف من قبل الأهل لإنشغالهم بمشاكلهم ، هذا بالإضافة إلى سهولة تداول المخدرات ووفرتها ، ويأتي في مقدمة الأسباب عدم التّمسك بالقيم والمبادىء الدّينية
وغياب المثل الأخلاقية ، وعدم توفر الوسائل المصاحبة لروتين الحياة كالرياضة وممارسة الهوايات النّافعة،وعدم وجود الأماكن التي توفر لهم اللقاء المفيد الذي يحتضنهم ويرعى أمورهم، وقد يكون الفقر أحيانا العامل الرّئيسي للإدمان.
وفيما يتعلق بالعلاج:
هناك عدة اساليب للعلاج منها التحليل النّفسى المبكر والذي يعتمد عاى الكشف عن اسباب الصراع النّفسى وما يترتب عليه من العقد والأزمات النّفسية . وهناك العلاج بالصّدمات الكهربائية للحالات المستعصية الفرديّة . وهناك العلاج الجماعي عن طريق العمل والفن التشكيلي ، وقراءة الكتب ، والعلاج الدّيني ، والعلاج عن طريق اللعب ، وهناك العديد من الكتب المختصة والتي تفيد القارىء الكريم بالرجوع إليها وهي مؤلفات متخصصة في قضايا العلاج ومناهجه نذكر منها مولفات للدكتور عبد الرحمن محمد العيسوى أهمها:
-العلاج النفسى -علم النّفس الطّبي – شخصيّة المجرم ودوافع الجريمة – الإسلام والعلاج النّفسى – الإسلام والتّنمية البشرية – علم النّفس الأسري – والكثير غيرها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى