المزيد
سحر العيون
د.سعادالفضلي
ترفقْ حلوَ العيونِ والتفتْ
فنظرةٌ منكَ تثيرُ جنوني
فكأنَ اللهَ اصطفاكَ لتلكَ العيونْ
كي تثيرَ جنوني
وأفصحُ من تلكَ العيونِ في لغةِ الهوى ما رأتْ عيوني
عندها أيقنتُ بأني أسيرْ
سهامٌ تحيطُ وما من مجيرْ
ينقذني منها أو منكَ يحميني
فغضَ الطرفَ عني ما استطعتْ لأنني
أزدادُ شوقا، أعومُ فرحا، ثم تغرقْ عيوني
فهل سمعتَ عمنْ يبكي الحبَ من فرحٍ
ها أنا ذا التزمُ الصمتَ لأشكى شجوني
خلصوني عبادَ الله فتلكَ مصيبةٌ لا قرينَ لها
وأنا في الحبِ سهلٌ حنونِ
فإذا احتواني حبك بنظرة خاطفٍ
تضرعتُ إلى الله …… توسلتُ … شكيتُ إليه
أن يهديكَ ثم يهديني
عيونُك وحشيةٌ في أصولْ
فهل تسمحَ لي في بحرها أن أجولْ
أصارعُ الموجَ أو حتى أناضلْ
تلك العيونْ لا تلمني في هواها
لأن من يملكُ تلكَ العيون في الدنيا قلائلْ
وأنا من فرطِ ما عانيتْ فيكَ تسألني ظنوني؟
هل الأقدارُ قادتني إليك ؟ أم البلوى عيوني ؟!
فإن شدوا الوثاقَ و قيدوني و بنوا السدودَ كي يمنعوني
ورغم القهر و الحبس الذي تعانيه عيوني
سأناضلْ ! ولكن
وهجُ الحب في عينيك قاتلٌ وكاسرْ
وتمتدُ على أهدابكِ كلُ أنواعِ المخاطرْ
وأنا في بحرِ عينيك سوفَ أغدو وأسافرْ
وإن كان التحدي معاك عقيمْ
وإنك على هضمِ الحقوقِ لقادرْ
فتخيـرْ أنت…..إما أن تعني
على هذا الخروجْ ، أو التحدي
أو تفلحَ في حملي على العـدولْ
أو تحجبَ السحرَ في عينيكَ أو ذاك الفضولْ
وإلا فسوفَ أغامـرْ
فأنا لا أستطيع الصبرَ على جبروتِ
عينيكَ وظلمها القاهـرْ
وإن تحدتني تلك العيون قاصدةً فلا مفرٌ
فسوفَ أغامـرْ
ولقد اشتكيتك ربي تلك العيونْ
وإنك على صنع القرار لقادرْ
تذوب أشواقي محمـلةً إليكْ
فلا تغتال حبي، واحتجبْ عني
ولا تتحدى تلك العيون مشاعري
فليس عندي غير قلبي لأبقيه لديكْ
أو أعلنَ عصياني عليك
وهل أملكُ حقا هذا القرار كي أجاهـرْ؟!!!
ولكن رغمَ هذا السحر العميق في عينيكْ
لدي شموخي و عزتي
فلا أريدُ مزيداً من الإحباط لحبي وكرامتي
ورغم إنك تحتكـرْ قلبي وتسلبْ إرادتي
فقد تجاوزتَ الحـدَ وكل الأصولْ
وأنا ليس لدي ما أقولْ
بل كل يوم أزداد اشتياقا وذهولْ
وكلُ يومٍ تزدادُ لتلك العيونِ محبتي
فتعالَ معي ودعني في عيونك أهيمُ و أسعدْ
إن العالمَ مخلوقٌ من أجل آدمْ
وإنك خلقتَ من أجلي فلا تترددْ
عيونك بحرٌ من الحنان عميقْ
ولكن حبي لتلك العيون وسحرِها أسمى وأزيدْ
والهوى يقوى بعشقٍ
وبالفراقِ حبيبي يسلو ويهمـدْ
فقد تعبَ القلبُ الذي رافقني
من أولِ يومٍ شاهدتُ عيونكْ
ومضى القلب محتارا غريبا
هل يصنًـي من عذابي أم يصونكْ ؟
فكفاك الآنَ تعذيبا ودعني
احتضنُ الهـوى وأغفو على جفونكْ
فليس هناك من يمنعني حقا
من الطوفانِ في سحـرِ عيونكْ
بيني وبينك جسرٌ من الأحلامِ يربطني
في صحوةِ النومِ أو غفلةِ الغسقِ
في كل ناحية أمرُ بها وكلَ الطرقِ
أفتشُ عن قلبي في كل زاوية وشارعْ
فلم أجدهُ إلا معاكَ تعبانا يصارعْ
فهل صحيحُ ما قيـلَ في الأمثالِ عن تلكَ الدوافعِ و النوازعْ
بأن الجسمَ لا يحيـى وحيدا
لأنه للقلـبِ تابـعْ
ولكـنَ قلبي نمرودٌ وعاصيْ
فقد تركَ الجسـمِ في تلك الأقاصي
وعاشَ في أحضانِ عينيكَ سعيدا
فلستَ قلبي ولا أهوى الحديثَ عنـكْ
إذا لم تلمَ شملي وتضمنـي إليكْ
فأنا بريٌ إلى يوم القيامةِ منكْ
فلست مني ولستُ منكْ
ولا تصدقْ ما قيل في الإخلاصِ عنكْ
بأنكَ للجسمِ تابعْ