المزيد

رئيس مصر ٢٠٢٤

 بقلم أ.د. أبوالمجد الشوربجي

  • الناخب (المواطن المصري) هو صانع رئيس مصر، ورئيس مصر هو ناتج ومنتج للناخب، والانتخاب حق دستوري، وواجب وطنى، وحماية للأمن القومي المصري، وصورة راقية متحضرة تعكس للعالم أننا شعب يعي معنى الديمقراطية.
  • لنجعل الرئيس يحترمنا، احترام بالتمسك بمصلحة مصر والحفاظ على أمنها القومي، وصون لقيمنا ولكرامتنا واخلاقنا وضميرنا

أمامنا استحقاق انتخابي تاريخي، هو انتخاب رئيسا لمصر ٢٠٢٤ ليكون وكيلا لنا ورئيسا لكل المصريين ومعبرا عن قيمنا وطموحاتنا وأهدافنا ورسالتنا، حاملا معه همومنا وآلامنا، وأملنا فيه أن يكون وسيلتنا وسبيلنا لنرتقي ونحقق غايتنا ونصبح في الصف الامامي ومكانة متقدمة بين الأمم، هذا الرئيس يرد إلى الشعب أمور الشعب، ويستفتي الشعب في أمره، فالناس يَكِلون أمر الحكم إلى ممثل لهم (الرئيس) يختارونهم لذلك اختيارًا مباشرًا، ويكلِّفونه بذلك تكليفًا.

لنجعل الرئيس يحترمنا، احترام بالتمسك بمصلحة مصر والحفاظ على أمنها القومي، وصون لقيمنا ولكرامتنا واخلاقنا وضميرنا، ولا نسمح لأحد أن يملي علينا او يوجهنا، بل نجعل ضميرنا اليقظ وحبنا لبلدنا ورجولتنا وامانتنا وشجاعتنا موجهات ومعايير لاختيار المرشح الذي يستحق صوتنا، ولا نسمح ابدا لأحد أن يشتري ضميرنا ووطنيتنا، ولا نسمح حتى لأنفسنا ان نبيع ضميرنا كي نشتري مستقبلنا.

لم أكن يوما كاذبا او مخادعا ولم أكن مجاملا، لقد عاصرت وشاركت تفاصيل استحقاق التعديلات الدستورية ٢٠١٩ وانتخابات مجلس الشيوخ ٢٠٢٠ وانتخابات مجلس النواب ٢٠٢٠ وتحقق لي كما تحقق للكثير أن مصر تشهد انتخابات حرة ونزيهة بإشراف قضائي شريف، ورعاية من قيادة سياسية حكيمة تنشد وتأمل في ديمقراطية حقيقية، وحريصة على بناء وتشكيل مؤسسات الدولة، فصوتك محترم ويحترم وله قيمة ومؤشر لوطنيتك وواجب نحو وطنك.

ليس لي غاية خاصة، لكن اشهد الله أنني كنت وما زلت حريصا على الارتقاء ببلدتي وبوطني مصر، وانني عشت وسأعيش عاشقا لها (ولا أزايد على أحد في هذا العشق) فلا هوية لنا دون وطن ننتمي إليه، مثل هوية الابن في انتمائه لعائلته، فلا شىء يضاهي العائلة، ولا شيئ يزن الوطن.

إننا جديرون بأن نبرهن للعالم اجمع أن المواطن المصري ناضج وواع سياسيا، ولتكن تظاهرة انتخابية في حب مصر ومن أجل مصر، تعكس حبنا واخلاصنا لبلدنا، وأننا سنصنع صنيعنا وسنسعي ما استطعنا إلى ذلك سبيلا لننتخب رئيسا قويا مسئولا مرموقا موقرا من صنعنا، وإن مصر دولة مؤسسات تتمتع بالحرية والديمقراطية.

القضية المفصلية تكون في انتقاء من ينوب عن الناس انتقاء صافيا مجردا من أي اهواء شخصية وبعيد عن أي مكاسب ذاتية، ليتنا نحسن الاختيار تأسيسا على معايير وطنية أخلاقية وشخصية واجتماعية وتكنوكراتية، ولتكن رؤيتنا للأمور مجردة تجريدا كاملا من العواطف والأهواء، مهما اختلفت مظاهر تلك الرؤية ومصادرها وغايتها، متحررة من ارستقراطية العرق والنوع والحسب والنسب والمال والمكانة الإجتماعية ولون البشرة، معيارها الرئيس هو الكفاية والكفاءة والإخلاص لله وللوطن.

إنها رئاسة مصر (بكل ما تواجهه من تحديات خارجية وداخلية) ليست لعبة او فسحة أو تشريف، إنها المسئولية والتكليف، شقاء وعناء وجهد وكد، بحاجة إلى من يحزم أمره ويمضي عزمه ويشمر عن جد هائل فلا ينام ولا ينيم، إنها المسئولية المسئولة ذات الضمير الحساس المتحرج المتأثم الذي يخاف فيها المسئول على نفسه مالا يخاف، وينكر من نفسه مالا ينكر، ويأخذ نفسه من ضروب الشدة والقوة بما لا يأخذ الرجل به نفسه إلا أن يكون من أولي العزم.

وإنني لأرى تلك المسئولية (بغير تحرج وبكل شجاعة وأمانة) في نموذج حديث العهد نعيش معه ويعيش معنا، هذا النموذج وتلك القدوة تتمثل في الرئيس عبدالفتاح السيسي AbdelFattah Elsisi – عبد الفتاح السيسي فلا غرابة أن نرى فيه القوة القوية في الحق والعدل المثبت في غير شك وبكل ثقة وشجاعة، فضميره الحي اليقظ يزيده هما إلى هم، وشقاء إلى شقاء، ويذود النوم عن عينيه، ويكلفه الأرق، ويحرم على نفسه كل لذة وراحة، وطبيعي أن يكون رقيقا حتى رجاه الناس، وشديدا حتى هابه الناس، وكره من يريد أن يأكل على ظهره، ونراه يبكي عندما يرى شدة العيش عند الناس، أو حزنا في عين مكلومة، إنه الرئيس المهموم بشعبه ووطنه حين يفكر ويتحدث في كل صغير وكبير، ويتدبر امور الوطن والمواطنين في الخارج والداخل، وكل يوم ومع تترا الأيام نتثبت من شجاعته وأمانته وصدقه ومكاشفته مع نفسه ومع شعبه، ومبادئه ومواقفه السياسية والاجتماعية والإنسانية، دمت فخامة الرئيس مقيما للحق ومقراً للعدل، فأنت كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور البيض.

ستبقى بلدتنا زاخرة بكبار السياسيين الوطنيين العقلاء وأبنائها الواعين سياسيا والمحبين لها، وسنثبت للعالم اننا نعي معنى الديمقراطية وندرك حقنا فى الانتخاب ولسنا ظاهرة صوتية، بل ظاهرة حقيقية، وكما فعل الأجداد والآباء سنصنع صنيعنا للذهاب إلى صناديق الانتخاب، لنقول للعالم كله ان مصر تنتخب.

خالص الاحترام والتقدير للمحترمين المحبين المخلصين لله وللوطن، ولا تعزية للمنافقين الضالين المناهضين لمصر، والمضاغون على جميع الموائد، والجالسون في كل المجالس، إنهم كالأعراب الذين تلسنوا بكلمة الإسلام، لكن جاهليتهم أو جزء كبير منها باق في عقولهم وضمائرهم، ونزل فيهم قول الله تعالي: قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا.

ولله تعالى حكمة خلق بها عقول الناس وضمائرهم، وأجرى بها أمور العباد والبلاد، ووهب الحكمة والخير والأمن والسلام لمن يستحقون (لمن يستحقون)، والله تعالى غالب على أمره، قد جعل لكل شىء سببا وقدرا، وأحسن صنعه.

طبتم يا أهل مصر الطيبين، ودمتم بخير ونفس مطمئنة راضية مرضية، وموعدنا ايام ١٠، ١١، ١٢/ديسمبر/٢٠٢٣ لننتخب ونمارس حقوقنا السياسية وواجبنا الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى