المزيد

التحالف الدموي ضد حضانات الأطفال.

عادل القليعي 
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
التحالف الدموي ضد حضانات الأطفال.
عندما نقرأ قول الله تعالى: (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت)، كنا نمر عليها مرور الكرام ولا نتوقف كثيرا عندها ، لماذا؟ لأننا لم نتعرض للوأد والقتل العمد في أبشع صوره ، لكن عندما شاهدنا ذلك بأم أعيننا في مذابح فاق فحشها فحش وجرم ما فعله التتار والمغول بالأمة العربية والإسلامية.
نعم رأينا جرائم يندى لها جبين العالم الحر ، ضمير الإنسانية اليقظ ، رأينا مدرسة بحر البقر الابتدائية وكراسات الأطفال تغرقها الدماء ، فما الذي فعله هؤلاء الصغار بأي ذنب قتلهم هؤلاء المجرمون ، نعم أجرموا لا في حق الأطفال الأبرياء فقط بل أجرموا في حق الإنسانية جمعاء ، أرادوا أن يقتلوا الإنسانية بفحشهم وعنصريتهم البغيضة ، نعم ، لكن الله تعالى سينتقم من هؤلاء المجرمين ، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
رأينا ذلك في قانا وصبرا وشتيلا ، رأينا ذلك في جباليا وجنين ومخيم صلاح الدين.
رأينا ذلك في غزة ، وآه من غزة وما يحدث في غزة ، شاهدنا أحشاء وأشلاء الأطفال ، شاهدنا الأطفال ما بين جريح وشهيد ، إما مختنق بتراب الإسمنت تحت الأنقاض ، أو بقنابل تزن آلاف الأطنان من المتفجرات ، أو مختنقون في مهودهم في حضاناتهم في المستشفيات ، أو حتى ماتوا في بطون الأمهات اللواتي قتلتهم رصاصات غادرة.
والكل جبان ، والكل مهان ، والكل أمام شاشات التلفاز بين شجب وإدانة ، بين صمت كصمت المقبورين ، حقا صدق فيكم قول الله تعالى (وما أنا بمسمع من في القبور)، نعم أيها الصامتون لماذا أنتم عاجزون ، نعم أنتم مقبورون قبرتكم شهواتكم وملذاتكم ، قبرتكم نفوسكم الذليلة التي هوت بكم وستهوي بكم في واد سحيق لن تستطيعوا الخروج منه أبدا.
رأيتم ضرب المشافي بالقنابل الحارقة، رأيتم جثث الأطفال تملأ أرجاء المكان ولم يتحرك لكم ساكن ما هذه اللامبالاة ، ما هذا التبلد الانفعالي الذي أصابكم ، ألا يهمكم أمر المسلمين يا قادة المسلمين ، بشركم النبي صلى الله عليه وسلم ، بأنه من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، تبيتون في قصوركم منعمين وأبنائكم معكم ونساؤكم في أحضانكم وأبناء المسلمين ونساؤهم يذبحون ويقتلون ، نعم صدق الله (إنها لإحدى الكبر)، هل هذا ما أوصانا به القرآن الكريم في الاعتصام بحبله المتين ، هل هذا ما أخبر عنه المعصوم صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
أليست غزة جزءًا أصيلًا من الأمة العربية والإسلامية ، أليس بيت المقدس والمسجد الأقصى الذي ترتكب في باحاته الموبقات من بني صهيون جزءًا أصيلًا من أمتنا.
لماذا حرك المعتصم جيوشه لنصرة امرأة أو أوشك على تحريكها ، لماذا توجه صلاح الدين الأيوبي بحملاته تجاه بيت المقدس أليس هؤلاء رجال وأنتم رجال ، نعم هم رجال الله لم يقبلوا الدنية في دينهم ولم يقبلوا الذل والهوان والعار وإنما هبوا لنصرة المظلوم.
أما أنتم فنعم رجال لكن بئس الرجال انقدتم خلف الدنيا فاخترمتكم بالكلية فانشغلتم بها عن دينكم ولم تحفظوا للدين بيضة.
وضعتم أيديكم في يد الشيطان الأعظم الذي هناك ، جعلكم تحت قدميه استعملكم واستعمل أموالكم لضرب إخوانكم المجاهدين الذين اتهمهم بالإرهاب ، أي إرهاب ، الذي يدافع عن ماله وعرضه ودينه إرهابيًا ما لكم كيف تحكمون يا عباد الشيطان.، والذي يقتل الرضع في حضاناتهم ملاك يدافع عن حقه في الحياة والتعايش السلمي ، أي سلم هذا وأي سلام ، أيديكم ملوثة بدماء الأبرياء وتقولون سلام ، بئس السلام هذا ، ألا لعنة الله على الظالمين.
تحالف الأشرار على الأطفال ، طغوا وبغوا ووأدوا وبقروا بطون النساء وهتكوا الأعراض ، نأخذ من كل قبيلة رجلا شجاعا – يا سادة ليس شجاعا وإنما الذي يذبح الأطفال أمام الجبناء – وننقض عليهم فنضربهم ضربة واحدة فيتفرق دمهم على القبائل.
أتيتم من أوروبا ومن أمريكا ما أشبه اليوم بالبارحة ، أتى قبلكم ريتشارد الملقب بقلب الأسد بجيوش أوروبا لتحقيق انتصار سياسي وعسكريّ لكنه دحر وقبرت جنوده على أعتاب بيت المقدس وفي تراب عكا ويافا وحيفا والقدس وعسقلان.
هيا اضربوا واقتلوا وأمعنوا في القتل بطائراتكم وصواريخكم وبوارجكم برا وجوا وبحرا ، وافعلوا ما يحلو لكم ، لكن ستواجهون بجنود أشداء أقوياء الواحد منهم قدمه وذراعه يزن أمة من هؤلاء الخانعين الراقصين على جثث الأطفال ، ستواجهكم قوة مؤيدة من رب الملكوت فما بالكم بمن يقاتل معهم الله تعالى ، ما بالكم بمن صدق فيهم قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)صدقوا الله تعالى وأخلصوا لله فقالوها مدوية (إنه لجهاد ، نصر أو استشهاد)، لله دركم يا جنود الله ، لله درك أبا عبيدة ورجالك ، لله دركم يا أشداء على الكفار ، لله دركم أيها الرحماء بينكم.
هيا هيا ، النفير النفير ، الجهاد الجهاد.
هيا يا قومنا أجيبوا داعي الله.
هيا يا نشامى ردوا بالحديد على الحديد وانتصروا لدين الله تعالى ، فوالذي نفسي بيده إنكم سيف الله المسلول وآلته الجبارة التي ستدك حصون الطغاة وستجعلونهم يخرجون منها أذلة صاغرين.
فوالذي نفسي بيده أراكم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص والقعقاع ، أراكم أسودًا كاسرة ، أرى فيكم صلاح الدين ، وسيف الدين قطز ، والظاهر بيبرس ، أرى فيكم شجاعنا عبد العاطي صائد دبابات العدو الغادر في أكتوبر وغيرهم كثر من الشجعان.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى