ادب وثقافه وفن

موقف المسلمات في المعارك

د. صالح العطوان الحيالي
لقد كان للنساء دور هام في معارك المسلمين الأولى ضد الكفر. وفي كل معارك التحرير.
واليوم نرى المسلمات يدفعن عن الاسلام كيد المنافقين والمشركين.
لقد جاء الإسلام وجاء معه العدل والمساواة والمصارحة والمكاشفة والتوضيح والبيان ومجد الإسلام كان له الفضل الكبير على كثير من الناس فاخرجهم من الظلمات والجهل إلى النور والعلم والقوة والعدل والنساء من أكثر الناس الذين أنعم عليهم الإسلام.
مواقف تكتب كلماتها وحروفها بمداد من ذهب وتجسد فيها قيم الإيمان والصبر والحب الحقيقي لله ورسوله من ثلة من الصحابيات المجاهدات . تشير لنا كتب السير والمغازي إلى أن غزوة أحد كانت أول معركة تشارك فيها نساء المسلمين. وقداظهر الصحابيات رضوان الله عليهن فيها بطولات فذة وقدرة على تحمل الاعباء والصبر والجلد والقيام بالواجبات في تلك المعركة بابها صورة .وقد كانت مشاركتهن في عدة أدوار منها سقاية العطشى ومداواة الجرحى .بل أن منهن من حملت السلاح في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكن مثالا للثبات بعدما حدث من انهزام لجيش المسلمين إثر التفاف جيش الكفار عليهم نتيجة مخالفة الرماة لاوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونقولهم من الجبل ظنا منهم أن المعركة انتهت . وكذلك كان للصحابيات الدور المهم في زرع الحماس في الجيش الإسلامي في هذه المعركة والمعارك التي تلتها .وكان لهن مواقف مشرفة في تلقي اخبار إستشهاد احبابهن بعد المعركة . ومن النساء اللاتي شاركن في هذه المعركة .
عائشة بنت أبي بكر وأم ايمن بركة الحبشية وأم عمارة نسيبة بنت كعب وحمنة بنت جحش وأم سليط ونسوة من الأنصار كما تذكر لنا كتب السير والمغازي كما ورد في كتاب الطبقات لابن سعد .عن انس بن مالك قال : لما كان يوم احد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد رأيت عائشة وأم سليم وانهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم . واوردت كتب السير أيضا قول كعب بن مالك : رأيت ام سليم بنت ملحان وعائشة على ظهورهما القرب يحملانه يوم احد .وكانت حمزة بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى.وكانت ام ايمن تسقي الجرحى .وتقول الربيع بنت معوذات الصحابية الجليلة : ” كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي ونرد القتلى إلى المدينة ” . وتذكر كتب المغازي والسير عن أبي حازم انه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : كانت فاطمة بنت رسول الله تغسله . وكانت نسيبة بنت كعب لها الدور المميز في معركة احد وابلت بلاءا حسنا وكانت تقاتل قتالا شديدا في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وجرحت ثلاثة عشر جرحا بين طعنة برمح وبين ضربة سيف فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان يعدد نفرا من الصحابة وقال لها النبي : ومن يطيق ما تطيقين يا ام عمارة ودعا لها ولا سوتها قائلا: اللهم اجعل رفقاتي في الجنة ” . ولابد لنا من ذكر الدور المشرف للصحابيات اللاتي تلقين خبر استشهاد احبتهن . ومنهن صفية بنت عبد المطلب عمة النبي وأم الزبير بن العوام فلما استشهد اخوها حمزة بن عبد المطلب في أحد جاءت لتنظر إليه وقد مثل به المشركون. قال النبي صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير : ” القها فارجعها” لا ترى ما باخيها فقال لها :” يا أميه أن رسول الله يأمرك بن ترجعي ” قالت ولم ؟ وقد بلغني انه مثل بأخي وذلك بالله فما ارضانا بما في ذلك ، لاحتسبن ولاصبرن أن شاء الله، فلما أن جاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بذلك ، قال: خل سبيلها فاتته فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له …
موقف ثاني بطلته المرأة الدينارية اي من بني دينار . تذكر كتب السير والمغازي عن سعد بن أبي وقاص انه قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد اصيب زوجها واخوها وابوها مع رسول الله بأحد فلما نعوا لها قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا : خيرا يام فلان ، هو بحمد الله كما تحبين ، قالت : ارونيه انظر إليه، فاشير لها إليه، حتى إذا رأته، قالت : كل مصيبة بعدك جلل ” اي صغيرة ” …
موقف اخر . والموقف لكبشة بنت عبي الخارجية ام سعد بن معاذ، تروي لنا كتب السير والمغازي أن ام سعد بن معاذ هرجت تعدو نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله على فرسه فقال رسول الله : مرحبا بها .فدنت منه حتى تأملت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : اما اني رأيتك سالما ، فقد اشوت المصيبة” اي صارت خفيفة ” فعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنها عمرو .
وتذكر كتب الفتوحات ومعارك المسلمين مع الروم كان للنساء دورا بارزا في حسم المعركة .. فتنادن بينهن دونكن الرجال ردوهم من الهزيمة حتى يعودوا للحرب ، تقول سعيدة بنت عاصم الخولاني: كنت في جملة من النساء على التل فلما انكشفت ميمنة المسلمين صاحت بنا غفيرة بنت غفار ونادت : يا نساء العرب دونكن والرجال واحملن اولادكن على ايديكن واستقبلنهم بالتحريض على القتال ، فاقبلت النساء يرجمن وجوه الخيل بالحجارة وعلت بنت العاص تنادي : ” قبح الله وجه رجل يفر عن حليلته ” ، وجعلن النساء يقلن لازواجهن لستم ببعولة لنا أن لم تمنعوا عنا هؤلاء العلوج .وكانت خولة بنت الازور وخولة بنت ثعلبه وكعوب بنت مالك بن عاصم وسلمى بنت هاشم ونعم بنت فياض وهند بنت عتبة ولبنى بنت جرير متحزمات وهن أمام النساء وكانت خولة بنت الازور تحرض المؤمنين على القتال وتنشد :
ياهاربا عن نسوة تقات ..لهن جمال ولهن ثبات .
تسلمونهن إلى البنات.. تملك نواصينا مع البنات .
اعلاج سوق فسق عتات. ينلن منا أعظم الشنات.
رجع فرسان المسلمون القتال وكروا على عدوهم كرة كبيرة فهزم الروم
وتقول هند بنت عتبة :
نحن بنات طارق .. نمشي على النمارق
مشي القطا الموافق .فيدي مع المرافق
ومن أين نفارق ..أن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق .. فراق غير وامق
هل من كريم عاشق .. يحمي عن العواتق
——————
المصادر
الطبقات لابن سعد
المغازي الواقدي
السيرة النبوية لابن هشام
البداية والنهاية لابن كثير
المراة في الإسلام. شبكة الالوكة
تاريخ الرسل والملوك للطبري
البلاذري . فتوح البلدان
تاريخ ابن خلدون.
ابن إسحاق. سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى