ادب وثقافه وفن
من روائع الرسائل “رسالة السلطان بيبرس الى كبار الأمراء في مصر
– د. صالح العطوان الحيالي
رسالة بيبرس إلى أمراء المماليك في البيرة ،
فقد تبرم بعض أمراء المماليك بالعمل بأيديهم في خندق البيرة الذي ردمه العدو، فارسلوا إلى الظاهر بيبرس ليعلموه، وكان في قيسارية يعمل بنفسه في هدم سورها، فكتب إليهم: ” أنا بحمد الله ما تخصصنا عنكم براحة ولا دعة، ولا أنتم في ضيق ونحن في سعة، ما هنا الا من هو مباشر الحروب الليل والنهار، وناقل الأحجار ومرابط الكفار، وقد تساوينا في هذه الامور، وما ثم ما تضيق به الصدور”.
كتب السلطان الظاهر بيبرس رسالة حين قام بجولة سرِّيَّة تفقُّديَّة في الشام في عام 670هـ، رسالة إلى كبار الأمراء في مصر ليُعْلِمَهُم بما ألمَّ به قال فيها :
“وَلَدُكُم -ولبقيَّتهم أخوكم- ووَالِدُكُم يُسَلِّم عليكم، ويتشوَّق إليكم، وإيثاره ألاَّ يفارقكم، وإنما قدَّمنا راحتَكم على راحتنا، فطالما تعبوا واسترحنا، ونُعلمهم بالمتجددات؛ ليكونوا لا كالمشاهدين وكمشاركينا في أكثر المجاهدين؛ فمنها: حديث الإسماعيليَّة وحديث العربان، وقد ورد الخبر بحركة التتار، ولو عُدْنَا لجفلت أهل البلاد. وأمَّا الفرنج فعملوا سلالم من حديد، وعزموا على مهاجمة صفد ووَرَدُوا بيروت، فلمَّا وصلنا البلاد انعكست آمالهم، وممَّا يدلُّ على التمكين، تارة بالسيف وتارة بالسكين، أن صاحب مَرَقِيَّة الذي أخذْنَا بلاده، توجَّه إلى التتار مستصرخًا، وسيرنا وراءه فِدَاوِيَّة ، وقد وصل أحدهم وذكر أنهم قد قفزوا عليه وقتلوه، وبلغتْنَا حركة التتار، وأنا والله لا أبيتُ إلاَّ وخيلي مشدودة، وأنا لابس قماشي حتى المهماز” ..