ادب وثقافه وفن
طوافٌ مُحْتَدِم
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ
طوافٌ مُحْتَدِم
حينَ تجوبُ الطرقات
تبحثُ عنْ أعذاقِ الذكرى
طُفْ بأرجاء غمامةٍ
تذرفُ أسئلةً من أكمامِ سحابها
الذي يجوسُ المفازاتِ البعيدة
ولا يعير انتباهاً لفلولِ الصواعق
ذاكرةُ الرمالِ رؤى مبعثرةً
جنةٌ مسكونةٌ بالجثث
تغصّ بالدمعِ من عيونٍ زجاجيّة
لا تبتلع الصرخات
ووجهٌ حجريّ مالحٌ كالدمع
شيءٌ ما يشحبُ
يخفي هسهسةَ الضوء
وبإشارةٍ صعبة
تضطرمُ النارُ عالقةً بأعقابِ السجائر المهملة
مهما لوّحْتَ للبرق
فلا تمسهُ الصيحةُ
إنّها احتدامُ المسافةِ بينَ أبّوةِ الغيم
وبنوّةِ الندى
خيطُ دخانٍ يجذبهُ الضجيج
يقطعُ أنفاسَ التناهيد
ويشعلُ رمادََ الركام
أسئلةٌ عاريةٌ
لا تفقهُ سرّ المحاجر
سيظلّ الكثيرُ منها بلا أجوبة .