( أقدارُنا )
شعر د/ حسام مدحت
الّلهُ يلطفُ قبل أن يَقضِي القضا و العبدُ يَنسَى كلَّ خيرٍ قد مضى لَو ذاقَ في العمر ابتلاءً عارِضا فَـتَراهُ يُمسي ساخطاً و تَراهُ يُصبح مُعرِضا يَنسَى التأدُّبَ والخضوعَ لِرَبِّهِ فكأنما مادَ الأديمُ بِبابِهِ و كأنما ضاقت رَحاباتُ الفضا يَنسَى الذي خلق الحياةَ مِنَ العَدَمْ يَنسَى الذي خَلَقَ التَّعافيَ و السِّقَم و شَفَى النفوسَ من الجحودِ و أمرَضا يا صاحبي وَحِّد إلهك و استقم واقبل قضاءَهُ عن رضا كن في ابتلائك مثل حالكَ في النعم و لأمر ربك مذعناً لا رافضا أقدارُنا ثوبٌ لبِسنَا مِن زمن غُزِلَت لنا من قبل أن نأتي و نَركَنَ للنعيمِ و نطمئن نُسِجَت لنا من قبل أن نَشقَى و نَعتركَ البلايا و المِحَن أقدارُنا صُنِعَت بِقَدرِ حمُولِنا قُدَّت عَلَى أجسادِنا قِيسَت على أرواحِنا و بكل إتقانٍ و فَن نُسِجَت نسيجاً محكماً خيطاً جميلاً أبيضا يتلوهُ خيطٌ قد بدا لكَ أسوَدا لكنْ حقيقتُهُ يُجَمِّلُ _ إذ يُكَمِّلُ ما ابتدا صُنعُ الإلهِ _ و غَزْلُهُ لن يُنقَضا تلك الحياةُ و ذا التقَلُّبُ طبعُها ما انفَكَّ طبعاً سَرمَدا يا صاحبي أبشر بخيرٍ قادمٍ و دَعِ ابتلاءً قد تَوَلَّى و انقضى و انفض همومكَ و ابتسم مادام قلبُكَ نابضا يا صاحبي كُن شاكرا فاللهُ قَدَّرَ و ارتضَى كُن صابراً جَلْداً إذا الأمرُ اقتضَى كُن راضياً إن السعادةَ في الرضا