مقالات

كان للصوص شرف

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي Écrivain Chtioui Slah
بين لصوص اليوم ولصوص زمان فرق كبير ، عند وفاة كبير الصوص في العهد العباسي” ادهم بن عسقلة ” كتب وصية لبقية اللصوص في عهده يقول فيها:
(لا تسرقوا امراة ولا فقير ولا جارا وإذا سرقتم بيتا فٱسرقوا نصفه وأتركوا نصفه ليعتاشوا عليه ولا تكونوا انذالا أو ظلمة )،
سارق شريف على الرغم من ان لا شرف في السرقة.
سارق لا يسرق النساء ولا الفقراء و لا الجيران ، سراقنا اليوم سرقوا الفقير وتركوا الغني ،سرقوا قوت الشعب الذي دعمته الدولة ليتمكن الفقير من الحياة،اخفوا زيته وحليبه و عجينه و ماتركوا له حتى قليلا من السكر ليزيل به مرارة الحياة.
لعبوا بالشعب لعدة سنين سود وماهمهم إلا حكم البلاد والعباد،لص في العهد العباسي يوصي بالسرقة بأخلاق فلا قتل ولا ظلم ،وسياسيون في وطني ينهبون الفقير و يقتلون العباد ويفلتون من العقاب ويوم تبدأ محاسابتهم يكثر الصياح والنباح وللاجنبي يكون المراح والارتياح.
لصوصنا سرقوا الأجوار والأخيار وقوت الكبار والصغار و مع الأسف لا زال في ولكني من يدافع عنهم ويعتبرهم من الابرار الاخيار ،انه زمن اللصوص يا سادة،زمن السارق بحقوق الانسان تتم حمايته،وبوسائل الإعلام الاجنبية يدافع عنه ولجلباب الديمقراطية تغلف الأحداث.
نحن لا نتدخل في أمور و شؤون الدول الاخرى ولا سياساتها،فلماذا يتد خلون وباطلا يفعلون ذلك في امورنا ،السبب ان هناك خونة في وطني من يفتحون لهم النوافذ بل الابواب ليدخلون منها بدون استئذان.
الغريب ان لصوص اليوم اغنياء يسرقون الفقراء ولصوص زمان كانوا يحرمون سرقة الفقراء والنساء والجيران ويستحلون اموال مانعي الزكاة من الاغنياء لا غير.
كان سبب ضهور اللصوص في اوائل القرن الثامن ميلادي قضية العدل الاجتماعي في تلك الحقبة،و يعود ذلك الى رغبة الطبقة المنكوبة ماليا في أخذ ثأرها من الطبقة المترفة.
اما اليوم في وطني فالغني والمترف يسرق الفقير المعدم.
لا شك اصدقائي انكم سمعتم باللص الظريف ارسين لوبين،وبالتاكيد سمعتم باللص الشريف روبن هوود ،الذي يسرق من الاغنياء ليعطي للفقراء فهل هؤلاء يعتبرون لصوصا ،عفوا اصدقائي اللصوص الحقيقيون هم من يسرقون قوت الشعب ويعبثون بمستقبل ابنائه،تحية صادقة لرئيسنا قيس سعيد وكل الدعم من اجل تطهير البلاد من سراق الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى