مقالات

الى اين تسير العوائل ؟

– د. صالح العطوان الحيالي
شكري للاخ كريم طالب العامري على التفاتته الكريمة لاثارته لموضوع غاية في الأهمية وانا كلامي هذا ابدا به من بيتي ومن اهلي ومن أقاربي ومن عشيرتي ومن قبيلتي ومن محلتي ومن مدينتي ومن محافظتي ومن بلدي أن كنت صحيح في كلامي فادعموني بملاحظاتكم ومقترحاتكم وان كنت على خطأ فابرزوا لي مناطق الخطأ لكي يتم تصحيحها من أجل المحافظة على أبناؤنا وبناتنا وابناؤكم وبناتكم .
الخطر قادم فاحذروه .فالحذر الحذر من هذا الخطر الذي يقع به يوميا .
يجب على كل مسؤول عائلة يوميا ان يخصص جلسة مع عائلته لمناقشة امورهم والابتعاد عن العالم الخيالي .
ونحن في وقتنا الحالي ‎طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة؟! وقافلة البيت ‎تسير بمفردها،،،!! الى أين؟ انتبهوا ‏‎تيقظوا، لن يبقى شيء اسمه الأسرة كما يخطط لنا…
بيوتنا خلت من المشاعر … و جوجل متخم بالمشاعر والحب ..
‏‎كل عائلة فيها فرد وكل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ‏‎ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت‏، لا يعرفه ولا يقربه.
‏‎بيتٌ لا جلسات لا حوارات، لا مناقشات لا مساواة لا لمة حول مائدة الطعام لا ولا ولا .
انتبهوا تيقظوا…‏‎هكذا بيوت العنكبوت، بيوت واهنة.ان اوهن البيوت البيت العنكبوت .
‏‎الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة… تبدل ‏‎وصار (راوتر).وصار املاء بطاقة النت .
‏‎الام التي كانت تلملم البيت بحنانها وعطفها ورحمتها، تحولت وصارت واتس آب. سناب جات ماسنجر تلغرام وانا .. ‏‎في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل…
‏‎الأبناء تحولوا من مسؤلين إلى متسولين.
‏‎يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك… وتفاعل من ذاك وهذا وهذه…
‏‎زمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب…
الزوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء، ‏‎وتعجب بصورهم الشخصية…
وزوجها بجانبها يترقب منها كلمة إعجاب…
و‏‎زوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك،
وهن غريبات بعيدات… وزوجته بالقرب منه… ولكنها لم تسمع عطفه ولا لطفه…
أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل…
‏‎لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه… ‏‎ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها… ‏‎وهل لها بصمة في سكينته ومودته ؟…
‏‎أب يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع… ‏‎وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته!!… ‏‎ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته…
أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب “إني حزين” ‏‎وهي لا تدري أن بنتها غارقة بالحزن والوحدة… ‏‎تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميين..
‏‎والد يخطط لنصيحة شابة تمر بازمة نفسية… ‏‎وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات…
‏‏‎ابن معجب بكل شخصيات الفيس..
‏‎ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه، ‏‎ووالده الذي تعب لأجله ‏‎لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح..
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت… نريد أن نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت..
‏‎مع الاخرين..
‏‎مع البعيدين..
‏‎مع الغرباء مع من لا نعرفهم…
أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت…
‏‎رسالتنا تبدا من بيوتنا وفي بيوتنا ومع اهلنا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى