دين ودنيا
صاحب دار الدعوة إلى الإسلام

د.صالح العطوان الحيالي
إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي رضي الله عنه وكنيته أبو عبد الله هو الارقم بن ابي الارقم عبد مناف بن اسد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي وامه اميمة بنت عبد الحارث وقيل اسمها تماضر بنت حذيم من بني سهم وقيل اسمها صفية بنت الحارث بن خالد بن عمير بن عبسان الخزاعية ، صحابي جليل وهو أحد السابقين إلى الإسلام، قيل إنه سابع من أسلم، وقيل بل عاشر من أسلم. وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا، كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم كبار الصحابة وأوائل المسلمين، وهاجر الأرقم إلى المدينة، وفيها آخى رسول الله بينه وبين زيد بن سهل رضي الله عنهما ، وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها، ولم يتخلف عن الجهاد، وأعطاه رسول الله دارًا بالمدينة. وروى أن الأرقم رضي الله عنه تجهز يومًا، وأراد الخروج إلى بيت المقدس، فلما فرغ من التجهيز والإعداد، جاء إلى النبي يودعه، فقال له النبي : “ما يخرجك يا أبا عبد الله، أحاجة أم تجارة ؟” فقال له الأرقم: يا رسول الله! بأبي أنت وأمى، أني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام” فجلس الأرقم، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي صلى الله عليه وسلم ومنفذًا لأوامره. . وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض الموت، ولما أحس رضي الله عنه بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أوصى بأن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم، فقال مروان: أيحبس صاحب رسول الله ( لرجل غائب؟ ورفض ابنه عبيد الله بن الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص، وتبعه بنو مخزوم على ذلك، حتى جاء سعد، وصلى عليه، ودفن بالعقيق سنة (55هـ).
المصادر
سير اعلام النبلاء
أسد الغابة في معرفة الصحابة
الطبقات الكبرى
الإصابة في تمييز الصحابة