حوار

أب مطابق للمواصفات

أجرى الحوار

ريهام مرتضي البنا

حوار مع  التربويه أ.د / رندا الديب

أستاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية جامعة طنطا .

. ما إسم المبادرة التي تنادي بها ؟ إسم المبادرة ( أب مطابق للمواصفات ) . لماذا عن الأب تحديدا ؟ نحتاج في هذه الأيام التي أصبحت فيها التربية عملية ومهمة صعبة إلي الأب المطابق للمواصفات ، أب بمعني كلمة أب وما تحمله هذه الكلمة من معاني ومشاعر وحب ورعاية وعناية لأبنائه ، أب يحمل رخصة أبوه رخصة تسمح له بممارسه مهنة الأب … رخصة أبوه ! ماذا تقصدي من هذا ؟ وهل يحتاج الأب رخصة أبوه ؟ دعيني أشرح لكي عزيزتي ، عندما يرغب أي شخص في قيادة مركب ما سوف يحتاج أن يتعلم القيادة ، ويطلب هذا التعليم من شخص محترف، ثم يذهب لإدارة المرور للإختبار بعد عمل الكشف الطبي له ، وبعد نجاحه في إختبار القيادة عمليا تصدر له رخصه القيادة وبهذه الرخصه يسمح له بالقيادة . وفي مجال تربية البشر فنحن في حاجة لرخصة أبوه ، فالأب بيقود أسرة كاملة ممكن يدمر حياتهم أو يعبر بهم لبر الأمان ، فلا تمنح رخصة الأبوه عندما يرزق الأب بمولود وإنما يجب عليه قبل القيام بمهنته كأب أو كرب أسرة أن يحصل علي هذه الرخصه ، فعدم الحصول عليها لا يسبب حادث بالطريق أو كارثة إنما يسبب في دمار أجيال ، ولابد من تجديد هذه الرخصه كل خمس سنوات . من هي الجهه المانحة لهذه الرخصه ؟ تمنح هذه الرخصة عن طريق لجنة تفحص شئون الأسرة والأبناء وأحوالهم ، وإذا وجد أي خلل في دور الأب داخل أسرته أو مع أبنائه ، تبدأ هذه اللجنه في إتخاذ إجراءات فعلية لإنذار الأب ثم سحب هذه الرخصة منه … فهذه الكلمات جاءت علي لسان أحد أبطال مسلسل ( ولاد ناس ) الذي أذيع في رمضان سنة ٢٠٢١ ، و الذي أؤيد كلامه وفكرته في حصول الأب علي ” رخصة أبوه ” هذه الرخصة التي تؤهله لكي يكون أب مطابق للمواصفات وتسمح له هذه الرخصه بممارسة مهنته كأب ، فكل أب في حاجه إلي معرفة يعني إيه تربيه ؟ وكيف يربي ؟ ولماذا يربي ؟ ومتي يربي؟ وأين يربي ؟ حتي يبني جيل واعد جيل لا يتسبب في دماره وهدمه ، فالتربيه مهمة بناء الإنسان وليست تدميره ، وإقتراح أن تتكون اللجنة المانحة لرخصه الأبوه من دكاترة متخصصين في التربية / والإرشاد الأسري / علم النفس / الأمراض العصبيه / رجال دين . ويكون دورها التحري والسؤال والتأكد من الأهل والجيران والأصدقاء ومن أفراد الأسرة أنفسهم من وجود هذه المواصفات في الأب أم لا ، فلابد أن يشهد له الجيران والمحيطين به بالأخلاق الحميدة وعدم إهانة أو ضرب أو شتم أو التشهير بأسرته أمام الآخرين وعليه إصطحاب الأبناء والزوجه للتنزه مره واحده في الشهر علي الأقل وأن يشارك في مذاكرة الأبناء ومتابعة الأبناء داخل وخارج المدرسة والجامعة والإنفاق عليهم ويكون هو مصدر الدخل لأسرته فلا يعتمد علي الزوجة في أن تكون هي مصدر الدخل الرئيسي للأسرة أو مصدر الدخل الوحيد ، ماذا إذا كان الأب مريض أو لديه ظروف طارقه خارجه عن إرادته ؟ إذا كان الزوج مريض يستبعد من هذا فلابد أن يكون سليم من الناحيه العقلية والجسدية والنفسية أيضا وأن يتواجد مع أبنائيه وعليه أن يحصل علي دورات تدريبيه وخاصه بتربية الأبناء وكيفية المعاملة الصحيحة معهم . ويحق للجنة بعد التأكد من تمتع الأب بكل المواصفات إصدار الرخصه له أو تجديدها إذا مر عليها خمس سنوات . إذا كان الأب بكامل قواه الجسديه والعقليه وعنده من المال ما يكفي ولكنه بخيل أو أثبتت التحريات أنه مقصر في حق أسرته ولم يحصل علي هذه الرخصه من الجهة المانحه ، ماذا يحدث له ؟ المفروض في رأي اللجنه المانحه للرخصة تعطي له إنذار .. وتعمل له دورات أو لقاءات في نواحي التقصير هذه وإذا لم يستجب يهدد بسحب الأولاد منه . فرأيى أنه يتم إستبعاد الأب والأولاد يظلوا مع الطرف الآخر تحت إشراف اللجنة . لماذا تمنح للأب فقط ولا تمنح للأم فهناك أيضا أمهات مقصرات في حق أسرهم ؟؟ لا هناك رخصة للأم أيضا “رخصة أمومة ” ومبادرة أيضا بعنوان أم مطابقة للمواصفات . ولكني بدأت بالأب أولا لأنه رب الأسرة . في نهاية حواري مع دكتورة رانده أستاذ أصول تربية الأطفال بكلية التربية جامعة طنطا ، أتمني أن يقوم كل أب بدوره تجاه أسرته وتقوم كل أم بدورها تجاه أسرتها فالمفروض الإهتمام بالأسرة غريزة زرعها الله سبحانه وتعالي في كل أب وكل أم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى