اذاعه وتليفزيون

الشعر الفلسطيني بين ثلاثية المقاومة والتحدي والرفض

الأهرام_الآن بقلمي هالة الحداد

 كانت ومازالت وستبقى فلسطين مصدرَ إلهام الكثير والكثير من الكُتاب والمُفكرين والشعراء، فهي الجمال والسحر المُطلق . ولمّا كان الأديب ابن مُعاناة وآلام بلاده فوجدنا أنفسنا أمام شعب يستنهض من الزمان أمجادًا وبطولات، ويخط من الدماء سطورًا ولافتات، فالشعب الفلسطيني هو الشعب الأوحد الآن الذي يُصارع من أجل الحياة هذا النضال المشروع الذي يمارسه الفلسطيني على أرضه، جزء من تجربة الشاعر، وانعكاس لواقع مأساوي يتكرر مع كل شهيد يسقط على ثرى الوطن، فلكل شهيد تجربة، ولكل شهيد قصةّ، وقصيدة، وكما تتفاعل الرصاصات مع الجسد والدماء، تتفاعل المشاعر والأفكار لدى الشاعر، فيتكون العمل الفني ويصبح للكلمة صوت عالٍ دون ضجيج، رغم ما يحفّها من مخاطر ويبقى الالتزام هو عنوان الشاعر مع قضيته الأزلية فلسطين. ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ استوقفتني كلمات رائعة أحببت أن نتشارك قراءتها لشاعرنا عز الدين المناصرة (وُلد في 11 أبريل ١٩٤٦ في بني نعيم – تُوفي في ٥ أبريل ٢٠٢١ في عمان)، هو ناقد ومفكر وأكاديمي فلسطيني. حائز على عدة جوائز كأديب وأكاديمي. وهو من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث اقترن اسمه بالمقاومة عز الدين المناصرة (وُلد في 11 أبريل 1946 في بني نعيم – تُوفي في 5 أبريل 2021 في عمان)، شاعر له ماهيّة إبداعية منفصلة عما قبله، وعمّا بعده، وبالتأكيد عمّا حوله من شعراء فلسطينيين وعرب. فلقد حرص الشاعر عز الدين المناصرة على أن يكون صوته الشعري دائماً فريداً، استثنائياً يتصف بالرجحان الملحمي والثقل التاريخي الحضاري والرشاقة الأسلوبية المنصهرة برؤياه المفارقة للحداثة الشعرية العربية كما عرفناها. ، ويتجه إلى استنطاق الأمكنة والأزمنة والأسطورة استوقفتني تلك الكلمات التي يرسم فيها المناصرة صورة الشهيد والشهادة بأروع الكلمات والجمل، حيث يقول: (يقع البحر الميت بين برية كنعان، وجبال قلبي التي تصل الأرض بالسماء،/ ِ منكسر الروح / مسجي/ كشهيد قديم، جرحه أخضر، حين تدفقت الينابيع، هاربة باتجاه الجبال، / ثم عادت، يوم جنازته ِ للقاع، بهدوء الحوريات، حتى لا تنزعج الجنيات، بثيابهن المزركشة هنا يرسم الشاعر شهيدا عليه الزمن، جرحه أخضر، فيه دلالة إلی أن الشهداء لا يؤثر في أبدانهم الدودة والتلاشي والفساد، بل هم الطاهرة أجسادهم إلی يوم يبعثون؛ عندما تفجرت الينابيع، وجاشت نحو الجبال، وعادت يوم تشييع جنازة الشهيد؛ وتتسم عودته بهدوء الحوريات، بثياب مزخرفة؛ «تدل اجتماع اللون الأخضر، والهدوء والزينة الموجودة في الثياب، بأن الشهيد ويوم جنازته تشمل أجواء إيجابية. ….. ……… لعل قيمة الشعر الفلسطيني تكمن في أنه توأم للتجربة النضالية الواقعية، فلا فاصل بين حدث وتعبير، وبين لغة الشاعر وواقعه، ولن يستجيب الشعر لملكات الشاعر إلا إذا ركب بشعره النضال الثوري، ولا يصل الشاعر إلى قمّة العطاء إلا إذا عبّر عن هذا الواقع بكل تداعياته 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى