ادب وثقافه وفن

النرجسية وأنواعها هل الإضطرابات النفسية جعلت من النرجسية تظهر بوضوح إلى العلن ؟ ذئب في ثوب حمل…جنون العظمة.

_فريدة توفيق الجوهري /لبنان.
انرجسية تعني الإفراط المبالغ به في حب الذات ،وسيطرة الأنا التي اشتقت منها الأنانية المصحوبة بحب الظهور والتملك وتصل أحيانا إلى الجنون.
ولقد سميت بهذا الإسم نسبة إلى تركسوس في الأسطورة اليونانية الذي عشق نفسه إلى الموت عندما رأى صورة وجهه على صفحة الماء.
لدى الشخص النرجسي اهتمام مفرط بالذات وخاصة بالمظهر الخارجي و باضفاء هالة العظمة على نفسه من خلال تضخيم الفرد لأهميته وقدراته وصياغتها ببهرجة خادعة للتفخيم والتعظيم .
بعض النرجسيون يثورون و ينفعلون لأتفه الأسباب التي لا تتوافق مع آرائهم او أهدافهم الشخصية وخاصة إذا تعرض أحدهم للنقد فهم شديدو المفاخرة بأنفسهم وأعمالهم ولا ترى النرجسي إلا معددا لمزاياه مطريا على أعماله بشكل لافت ومبالغ فيه ويحثك على تأيده وإلا غضب عليك غضبة لا تتوقف عند حد .وهو فاقد الشعور العاطفي بالتعاطف مع الغير .
تقسم النرجسية حسب علم النفس إلى أربعة أقسام تصب في نفس الخانة فالإختلاف قليل بين شخص وآخر تقريبا…
النوع الأول وهو النوع الكلاسيكي ايClassikal Narcissit يهتم جدا بمظهره الخارجي يسعى اللإهتمام الدائم يحاول لفت الأنظار بشتى الوسائل أينما وجد وحيثما حل ،يتحدث طوال الوقت عن نفسه ،لايعطي الفرصة للآخرين للتحدث ولا يعطي حديثهم أية أهمية للتقليل من شأنهم ،ويحاول إعادة دفة الحديث إليه ،يرفض الحوار آراءه دوما وجميعها صحيحة
تتآكله الغيرة والحسد من الداخل ويجعل من هذا تهمة ضد الغير بقوله الكل يحسدني ويغار مني.
القسم الثاني من النرجسية وهو Militant MarcIssist النرجسي الشرير وهو يعمد إلى التعذيب النفسي والجسدي ليصل أحيانا إلى القتل لإرضاء نرجسيته وجميع مجرمي العالم بحسب علم النفس هم من هذا النوع .هو شخص عديم الإحساس بما وبمن حوله شخص يعلم جيدا بما يفعل لكنه يرفض الإعتراف بأعماله ولا يؤنبه ضميره أبدا ،يعتبر الجميع أدنى مستوى منه ومن ذكائه هو إنسان ذكي جدا يعرف كيف يخطط وكيف يتصرف،ويشعر بنزعةالإنتقام الدائم والفوقية.
الذئب المتخفي في ثوب الحمل covert MarcIssist لا تظهر عليه ابدا هذه العوارض إلا بعد فترة فهو يستطيع أن يخفي مشاعره عنك بسهوله يظهر اللطف في المعاملة والأخلاق يحسن التصرف معك لمدة وقليلا قليلا يحاول السيطرة عليك بالكامل وإن لم تخضع لرغباته يختفي من حياتك كعقاب لك ولكن لن يتركك طبعا بحالك بل سيحاول تشويه صورتك كلما استطاع بحجة انه يعرفك أكثر من غيره.وهناك النرجسي الإجتماعي الذي تراه يحشر نفسه حشرا في المجتماعات المهمة والأماكن الثقافية فقط حبا بالظهور ويحاربأمره كيف تظهر صورته مع هذا وذاك من الشخصيات الهامة ولا يتوانى عن أعمال الخير والمساعدات في العلن وإن خسر المال وذلك ليظهر للعالم بأنه الشخص المثالي وصاحب الأعمال والأخلاق الحميدة
أما النوع الرابع وهو اكتشف حديثا فهو communal Marcissist أي النرجسي الطائفي
وهو الذي ينتمي لأية طائفة من الطوائف يتبع رئيسه او زعيمه و حتى ينحاز بقوة لشركة ما يعمل بها وهو يعلم ضمنيا أن هذا الرئيس او الزعيم على خطأ ولكن لا ولن يسمح لك بالكلام عنه وسوف يحتار كيف يدافع ويقف إلى جانبه وبامكانه بسهولة أن يتشاجر معك لفظيا ويدويا ويعاديك ويتربص بك بعض الأحيان.
ونلاحظ من خلال الدراسات أن الشخص النرجسي يعمد للكذب معظم الأحيان بسبب أو دون سبب وهو يعلم أنك تكتشف كذبه فقط ليثير أعصابك ويستفزك ويكون سعيدا بهذا فلا تجادل ابدا شخصا نرجسيا فإن أردت اتقاء شره فما عليك إلا ان توافق ظاهريا على أقواله .وتبتعد نهائيا عنه.
ولقد ضحت الصحف الأمريكية كثيرا بنرجسية الرئيس السابق جورج بوش التي ظهرت كثيرا للعلن.
انه جنون العظمة.
قصيد (نرجسيّ الهوى)
لي في الدقائق حرقة الساعاتِ
فالعمرُ يمضي حاملاً لفتاتي
والصمت يجلسُ في المقاعدِ ينحني
يلتفُّ في شالٍ من البصماتِ
وسجائر الوجع الممضِّ تمُجُّمي
فتدور في دخّانها أشتاتي
وحدي… وعتمُ الليلِ يسكنُ غرفتي
ويراقصُ الأشباحَ في برداتي
ظلٌّ من الماضي البعيد يزورني
يستلُّ عبرَ مشاعري أنّاتي
فأغادرُ الزمنَ الذي يحتلُّني
وأسيرُ خلفَ الوهمِ أعبرُ ذاتي
كيف انتهينا والغرامُ بداخلي
ما زالَ يسري في ذرى قنواتي
يا ليتهاتأتي لكنتُ ضممتها
وتركتُ فوق شفاهها مرساتي
وأغوص في الماضي القريب مشاعري
عزفُ الصدى من أنًَةٍ الناياتِ
أصداء أصواتٍ تضجُّ بمسمعي
يغتالني رشفٌ من الكلماتِ
هي ٱخر اللحظاتِ كانت بيننا
كجنون ريحٍ حطمت راياتي
ما زال ذاك الجرحُ ينزفهُ دمي
فتثورُ في بركانه نهداتي
صاحت.. وثورتها تأجُّ بخافقي
إني كرهتك فانتظر خطواتي
يا نرجسيَّ الحب لستُ رهينة
لمشاعرٍ كم عذَّبت سنواتي
إنّي انتهيت من الغرام فداخلي
نهرا جليدياً يجرِّح ذاتي
ولقد صحوت ومن كوابيس الهوى
فلأجلِ ذاتي أستعيدُ حياتي
لا لستُ دميتك التي تلهو بها
يا أيها الطاووس هاكَ رُفاتي
ويعودُ لي صوتي يدوّي مرعدا
والصدمةُ العمياءُ في نبضاتي
قد أيقظتني من براثن غفوتي
فرمت بوجهي نارُها،عِلّاتي
هذا أنا إنّي أُجنُّ بحبها
وأغارُ من شوقي ومن نظراتي
وأغارُ من مرٱتها إذ عاكست
وجها تندّى من شذى القطرات
وأغارُ من ثوب الحريرِ إذا دنا
يشتفُّ في القدِّ النحلِ سماتِ
وأحبُّها… لكنني متملِّكٌ
ويزيد إصراري على زلَّاتي
فلغيرتي العمياء ألف قضيةٍ
كسرَتْ بها في لحظةٍ هاماتي
خرجت وبابُ البيتٍ يصرخ خائراً
متحدِّيا في قوَّةٍ ضرباتي
وتركتها تمضي ولستُ مصدقاً
رفضُ الحقائق جاء كالإثباتِ
عاتبتُ نفسي في الغرام ولمتها
وشربتُ من كأسي لظى غصَّاتي
فجلستُ مكسور الجنان لبعدها
فخيالها يختالُ في زفراتي
وبراثن الندم المميت تعضني
وكفوف ذاكرتي على وجناتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى